أن لعائشة فضل المتقدم بيننا وهي طليعة اليقظة النسوية في هذه البلاد.
ثانيا:
أن الجمهور يعرف أنها «شاعرة» دون أن يلم بما تتكون منه شاعريتها، ودون أن يقف على حال من أحوال حياتها أو يحلل ميلا من ميولها.
ثالثا:
أن النظرة في مقدرتها إنما هي اكتناه للذات المصرية ليس من الجانب النسوي بل بوجه عام. وسنرى بعد التحليل أن لعائشة مكانتها بين أدباء عصرها وليس بين الأديبات الشرقيات وحدهن.
رابعا:
أنها من عمال دولة القلم عاشت في وحدتها كثيرا، وأعطتنا في شعرها ونثرها صورة مؤثرة. أما رأيها في الحياة فحقيق بالانتباه والتبصر؛ لأنه رأي جمهور كبير من الشرقيين والشرقيات كان شائعا في زمانها وليس بالنادر في أيامنا هذه.
خامسا:
أن مثل هذا البحث يرافقه سرور متضاعف. أليس أن جميع طبقات الناس تلذ لها الروايات، وهي إنما تمثل حياة أشخاص وهميين؟ فكيف بحياة أشخاص عاشوا قبلنا وعانوا صامتين كل ما يعانيه أبطال الروايات! هم الذين توفرت لديهم شروط اليقظة أيام كان الجمهور منا في سبات واستكانة! وكم من نابه قضى تاركا آثاره فاكتفينا بالثناء عليها وعليه ثناء النائحات على كل ميت، فظلمناه في مماته بعد أن كان مظلوما في حياته! فلم نستجل من آرائه رأيا ولم نحلل من العوامل التي كونته عاملا.
كلا، لم نحلل بعد رأيا ولم نستجل عاملا؛ لأننا ما زلنا في هذا الفن الجليل أطفالا. نظرة إلى ما يكتب عن ثمرات المطابع عندنا ترينا (مع استثناء صغير) أننا نقابل الكتب الجيدة بأحد الأنواع الثلاثة التالية.
Bilinmeyen sayfa