وعرض لنا أول عارض من كدر بوفاة الأميرة المحبوبة ميكيتاتون، وقد توسل إلي قائلا: بنتو، أنقذ محبوبة قلبي.
ولما لفظت الجميلة أنفاسها أجهش في البكاء كما نفرتيتي وأكثر، وعاتب إلهه عتابا تجاوز حد الصبر، حتى قال مري رع الكاهن الأكبر: لا تغضب الإله بدموعك يا مولاي.
فانفجر مولولا، من الحزن أو الندم أو كليهما معا. وهتفت نفرتيتي: ما هو إلا سحر كهنة آمون!
وكانت تردد ذلك القول كلما أنجبت بنتا، وضاعت فرصة جديدة لإنجاب ولي العهد. وكان هو يشاركها الألم، ويحزن لحزنها، فسألني مرة: أليس لديك من نصيحة تجدي لإنجاب ذكر؟
فقلت له: أبذل جهدي يا مولاي.
فسألني: أتؤمن بسحر الكهنة؟
فقلت كارها: لا يجوز الاستهانة به.
فتفكر مليا ثم قال لي واجما: لينتصرن الإله الواحد، ويملأن الكون بأفراحه، ولكننا نحن البشر لن نخلو من أحزاننا الصغيرة.
لذلك كان سرعان ما يعبر جسر الحزن لينغمس في نور الحقيقة. ولما تتابعت كربات الأزمات في الداخل والخارج، أرسل إلي كاهن آمون الأكبر رسولا سريا، ذكرني بعهد طلبي العلم في معبد آمون، ثم طرح علي هذا السؤال: أيمكن الركون إليك لإنقاذ الوطن من الخراب الذي يتهدده؟
فأدركت من توي أنه يطالبني كطبيب باغتيال الملك؛ ولذلك قلت له بنبرة حاسمة: مهنتي تأبى الخيانة.
Bilinmeyen sayfa