99

قال: «إذا كان في القوم وليس أميرهم، كان كأنه أميرهم، وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم.»

إن الذي يسأل هكذا لهو أقدر من الذي يجيبه بالصواب؛ لأنه قطع له ثلثي الطريق السديد إلى الجواب.

وكان ربما استشار العدو الذي لا يأمنه، كما فعل في سماع رأي الهرمزان في أمر الحرب الفارسية؛ لأنه بصير يطلب نورا، فإن رأى النور استوى لديه أن يحمل له المصباح عدو أو صديق.

ومن اليسير، إذا تعقبنا

6

مشاورات عمر، أن نعلم أنه هو واضع دستور الشورى في الدولة الإسلامية، وأن الشورى التي وضع دستورها هي شورى الرأي الأصيل، يستعين بكل أصيل من الآراء.

وقد وضع لقواده دستور الحرب، أو دستور الزحف من الجزيرة العربية إلى تخوم

7

أعدائها، كأحسن ما يضعه رئيس دولة لقواده وأجناده.

فأرسل المدد إلى العراق وعليه أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وعلمه كيف يستشير مجلس الحرب الذي معه، وكيف يقدم في موقع الإقدام، ويتريث في موضع التريث، وأجمل له ذلك في قوله: «اسمع من أصحاب رسول الله

Bilinmeyen sayfa