87

فكان إيمانه بصيرا لا يهجم به على عمياء، ولا يستسلم فيه استسلام العجزة، وهو قادر على الحيطة والأخذ بالأسباب، وكانت نصيحته العامة للمسلمين في أمر الطاعون كرأيه الخاص في أمر نفسه وصحبه، فأمرهم بالاستنقاذ ما وجدوا له سبيلا، وكتب إلى أبي عبيدة: «إنك قد أنزلت الناس أرضا غمقة - أي وخيمة - فارفعهم إلى أرض مرتفعة نزهة.»

38

وهو أحوط ما يحتاط به أمير عالم في هذه الأيام. •••

كذلك لم يكن يؤمن بشيء ينفع أو يضر غير ما عرفت أسباب نفعه وضرره، فكان ينظر إلى الحجر الأسود فيقول كلما استلمه:

39 «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يقبلك ما قبلتك.»

وسمع أن الناس يأتون الشجرة التي بايع رسول الله تحتها بيعة الرضوان، فيصلون عندها ويتبركون بها، فأوعدهم

40

وأمر بها أن تقطع، مخافة أن تسري إلى الإسلام من هذه المناسك وأشباهها لوثة

Bilinmeyen sayfa