وأما القطع والعطف (والتقديم والتأخير) فو واضح لمن أراد أن يعرفه، وهو في القرآن كثير، ومنه - مما قطع الكلام فيه وأخذ في فن آخر من القول ثم عطف بتمام القول الأول عليه - قوله -عز وجل-: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} إلى آخر الآية] ومثله: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير # وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق} ثم قطع وأخذ في كلام آخر فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ثم رجع إلى الكلام الأول فقال: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} ومثل ذلك ما حكاه عن لقمان في وصيته لابنه إذ قال له: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} ثم قطع وأخذ في آخر فقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} إلى قوله: {فأنبئكم بما كنتم تعملون} ثم رجع إلى تمام القول في وصية لقمان فقال: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها الله إن الله لطيف خبير} إلى آخر الآيات.
وأما التقديم والتأخير فكقوله -عز وجل-: {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى} [أراد ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما].
Sayfa 125