فلم يرض من أن يكون فيهن ملهى، وإن كان ذلك مدحا لهن حتى قال: اللطيف، لأن اللطيف لا يلهو إلا بفائق، وقال: ومنظر أنبق، وهذا في الوصف # مخبر، فلم يكتف به حتى قال: "لعين الناظر المتوسم"، لأن الناظر إذا كرر نظره وتوسم تبينت له العيوب عند توسمه وتكراره ونظره، ولذلك قال الشاعر:
(يزيدك وجهها حسنا ... إذا ما زدتها نظرا)
ومن هذا قول الشاعر أيضا:
(فلما صرح الشر ... فأمسى وهو عريان)
(مشينا مشية الليث ... غدا والليث غضبان)
فلم يرض بتصريح الشر حتى عراه من سائر ما يستره، ولم يرض بمشية الليث حتى جعله غضبان وأشباه هذا كثير في القرآن والشعر.
القطع والعطف والتقديم والتأخير:
Sayfa 124