İslam'ın Kurucuları: Muhammed ve Halifeleri
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Türler
وأين التفاعل في غريزة الكرم؟ وأين التفاعل في غريزة الشجاعة؟ وأين التفاعل في غريزة الجبن والخور؟ أين التفاعل في هذه الغرائز الإنسانية المتناقضة المتباينة في جسم البشر؟
وإذا كان لكل جهاز صانع، ولكل اختراع مخترع، فكيف لا يكون لهذا الكون خالق؟!
ألا أيها الملحدون، موتوا بجهلكم وضلالكم المبين. •••
أفقت من هذا التفكير في عظمة الكون وقدرة الخالق، على نسمات زكية لم آلفها إلا في بلاد الحجاز، فعلمت أننا صرنا على أبواب جدة. كانت نسمات ذات أريج طاهر ينعش الروح، ويغذي الجسم، نسمات تهب من الأرض الطاهرة على حجيج «بيت الله» وقد قاربوا الأماكن التي بها قطعة من الجنة.
وكانت الساعة حوالي العاشرة من الصباح حين وصلت «الطائف» ميناء جدة، فتصاعدت الأصوات بتكبير الله وحمد الله، فقد وصل ضيوف الله في أمن الله وحمايته.
ونزل الحجيج في قوارب، ومعهم أمتعتهم «الثقيلة» منها و«الخفيفة»، ويا لحسن من اقتصر منها على الضروريات! فقد فاز بخفة الحركة وسرعة الانتقال والارتحال، أما من ثقلت أمتعته فقد كان في حيرة وارتباك، لا يدري كيف يحمل نفسه، أو يحمل أثقالا من أمتعته لا تغني شيئا في الحجاز الذي يتوفر فيه كل شيء.
ووصل زورقي إلى الشاطئ، وما كدت أضع قدمي على أرض جدة حتى سبح فكري مرة أخرى متسائلا: أهذه هي البلاد التي نشأت فيها أمة هداها بدين الله رجل واحد، وقادها في طريق المجد والعظمة أربعة رجال، هم خلفاؤه الراشدون! لقد عجبت كيف استطاعت هذه الأمة العربية القليلة البسيطة التكوين، الفقيرة في بلادها ومواردها أن تنشر مدنية هي خير المدنيات وأعظمها، وأن تزيل من الوجود إمبراطوريتين عظيمتين، هما: الفارسية والرومانية؟ بل وتمد فتوحاتها إلى أقصى أوروبا الغربية، فتحكم وتسود.
وها نحن أولاء المسلمين نعد بالملايين في هذا العالم، لم نستطع بعد أولئك الخلفاء الأربعة، وبضعة خلفاء يعدون على أصابع اليد الواحدة أن نفعل شيئا، بل إننا تدهورنا وسقطنا من حالق، وصار تراثنا المباهاة بما فعل الأجداد منا، وقد قال أولئك الأجداد:
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
Bilinmeyen sayfa