ولقد كان لي بازي وكان غطرافا لا يساوي عند لاعب عشرة دراهم، مكسر الريش، وكان آخر السنة فأوصلته، وكنت أصيد به الغربان البقع، ثم جاء قصال القرط فصاد العبابلة، ودخل القرنصة. وهو فرخ أحمر وخرج خيرا مما كان، وكان مولانا صلى الله عليه وعلى آبائه سماه صوفة البحر. ثم طيرت له طير الماء فصادها.
ولقد ركبنا إلى الصيد يوما فنحن بشبرنمنت بعد العصر، إذ رأينا في الغيط مكاحل وبلشونا، ورهطتين وكان البازي جائعا، فدرت عليهم واستقبلت الريح وأرسلته، فدخل إلى الرهطي الواحد فحمله، وكان رأسه محلى، فلما جاء به إلى الأرض نجله في عينه تحت السواد في الصفرة، فأطبق عينه ولم يفتحها ساعة طويلة، حتى ظننت أن عينه تلفت ثم فتحها بعد ذلك، وقد نفذ إلى الحبة وأشبع، وانصرفنا ونحن على غاية من الغم به، فبعد ثلاثة أيام ركب عينه بياض فبطلناه إلى أن زال ما كان على عينه، وكان دواؤه العذرة اليابسة المسحوقة، تنفخ في عينه بأنبوبة، وأخرج بعد ذلك إلى الصحراء فصاد أخضر وبيضانيين، ثم عبرنا على خليج فرأينا فيه بلشونا فدرت عليه ومن معي يقولون أما تخاف الله؟ فلم أجبهم، واستخرت الله جل وعز ثم رميته عليه فصاده، وأخذ رأسه، فعدوت إليه فذبحته، وأشبعته عليه وانصرفنا، وقد قام في نفوس البيازرة ما مثله يقوم.
Sayfa 68