وليس هذا بجديد علي؛ فحين أحسست ببوادر الانتصار على سانتي والاستحواذ عليها، بدأت أحس بشيء خفي صغير يهيب بي أن ما أفعله خطأ، وأردت أن يشجعني سيف النصر عليه إذ كنت أعرف عنه أنه يحكم على الأمور حكم عالم لا يهمه إبداء الآراء المتعارف عليها أو التقاليد إذا تعارضت مع منطقه العلمي. ولكن ها هو ذا يبدو من ردوده الأولى أنه يقول كلاما مخالفا تماما لما كنت أعتقد أنه سيقوله.
وقال مواصلا كلامه: لا، لا، لا يا يحيى . ده عيب، خطأ ، سيبك منها.
قلت وأنا غير مهتم اهتماما جديا بمناقشته، ولكني أقول لنفسي لعل وعسى: ده كلام كان ينفع الأول، ولكن أوانه فات.
قال سيف النصر: ما فاتش ولا حاجة. الحكاية في إيدك.
قلت: إزاي؟
قال: اقطع علاقتك بيها نهائيا.
وضحكت في رثاء لسذاجته العلمية.
فقال: لأ، صحيح، بكلمك جد. لازم تقطع علاقتك بيها.
وضحك ضحكة قصيرة من ضحكاته التي تشبه النحنحة وقال: أحسن، مش كده؟ أحسن تقطع علاقتك بيها.
قلت: فلنفرض أني بحبها وما أقدرش؟ - إذا كنت بتحبها، واخد بالك؟ إذا كنت يعني ... اقطع علاقتك بيها عشان خاطرها هي، دي زميلتك وسيدة، وتصور حتى إذا تطلقت واجوزتها الناس ح تفضل زفاكم على طول. يبقى استفدت إيه؟ المجتمع لا يرحم في عقابه أبدا، وما فيش فيه نقض أو إبرام. بكره تحب غيرها، ثم يا أخي اللي بيحب لازم يراعي شعور اللي بيحبها.
Bilinmeyen sayfa