فتح المغرب الأقصى على يد الأمير أبي عبد الرحمن موسى بن نصير
ثم خرج موسى ﵀ غازيًا من أفريقية إلى طنجة فوجد البربر قد هربوا إلى الغرب خوفًا من العرب فتبعهم وقتلهم قتلًا ذريعًا وسبى منهم سبًا كثيرًا حتى بلغ السوس الأدنى وهو بلاد درعة فلما رأى البربر ما نزل بهم استأمنوا وأطاعوا فولى عليهم واليًا واستعمل مولاه طارقًا على طنجة وما والاها في سبعة عشر ألف من العرب واثني عشر ألف من البربر وأمر العرب أن يعلموا البربر القرآن وأن يفقهوهم في الدين ثم مضى موسى قافلًا إلى أفريقية. قال ابن القطان: وذكر أن موسى بن نصير بعث أثر بيعته للوليد في هذه السنة المؤرخة زرعة بن أبي مدرك إلى قبائل من البربر فلم يلق حربًا منهم فرغبوا في الصلح منه فوجه رؤساءهم إلى موسى بن نصير فقبض رهونهم ثم عقد لعياش بن اخيل على مراكب أفريقية فمشى في البحر إلى صقلية فأصاب مدينة يقال لها سرقوسة فغنمها وجميع ما بها وقفل سالمًا غانمًا. ولما حمل أبو مدرك زرعة بن أبي زرعة رهائن المصامدة جمعهم موسى مع رهائن البربر الذين أخذهم إلى أفريقية والمغرب وكانوا على طنجة وجعل عليهم مولاه طارقًا ودخل بهم جزيرة الأندلس وترك موسى بن نصير سبعة عشر رجلًا من العرب يعلمونهم القرآن وشرائع الإسلام وقد كان عقبة بن نافع ترك فيهم بعض من أصحابه يعلمونهم القرآن والإسلام: منهم شاكر صاحب الرباط وغيره ولم يدخل المغرب الأقصى أحد من ولاة خلفاء بني أمية بالمشرق إلا عقبة بن نافع الفهري ولم يعرف المصامدة غيره وقيل أن أكثرهم أسلموا طوعًا على يديه ووصل موسى بن نصير بعده.
1 / 42