من فوق الثياب وطرحه على نفسه وقال (هو الفتح ورب الكعبة) . قال ابن قتيبة: فتح موسى بن نصير سجومه وقتل ملوكها وأمر أولاد عقبة: عياضًا وعثمان وأبا عبدة أن يأخذوا حقهم من قاتل أبيهم فقتلوا من أهل سجومه ستمائة رجل من كبارهم ثم قال لهم: (كفوا) فكفوا وذلك سنة ٨٣ (على قول من قال أنه ولي فيها) . ثم فتح موسى هوارة وزناته وكتامه فأغار عليهم وقتلهم وسباهم فبلغ سبيهم خمسة آلاف رأس وكان عليهم رجل يقال له طامون فبعث به موسى إلى عبد العزيز بن مروان فقتله عند البركة التي عند قرية عقبة فسميت بركة طامون إلى اليوم وكانت قد قدمت على موسى فولى عليهم رجلًا منهم وأخذ منهم رهائن من خيارهم. وفي سنة ٨٥ توفى عبد العزيز بن مروان صاحب ملك مصر من قبل أخيه عبد الملك بن مروان ووليها عبد الله بن مروان أخو عبد الملك وكان عبد الملك بن مروان أراد أن يخلع أخاه عن مصر في هذه السنة على ما فعل من عزل حسان بن النعمان وفيئه فنهاه قبيصة بن ذويب وقال (لعل الموت يأتيه فنستريح منه) فكف عبد الملك عنه وبقيت نفسه تنازعه أن يخلعه فبينا هو على ذلك وروح بن زنباع الجذامي يقول له يومًا: (لو خلعته ما انفطح فيه عنزان) إذ دخل عليهما قبيصة فقال) (آجرك الله يا أمير المؤمنين في أخيك فقال (وهل توفي؟) قال: (نعم) فقال عبد الملك: (كفانا الله يا أبا زرعة ما كنا أجمعنا عليه) وكانت وفاة عبد العزيز في جمادى الأول من السنة المؤرخة. وفي سنة ٨٦ توفي عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين فكتب الوليد إلى عمه عبد الله بن مروان بولاية موسى بن نصير أفريقية والمغرب وقطعها عن عمه وكانت أكثر مدن أفريقية خالية باختلاف البرابر عليها.
1 / 41