فأجاب ابنه بسرعة: كنا بنلعب لعبة الكنال.
وأسكت ابنه بلعنة، وعاد يوجه السؤال للمجني عليه فقال الأخير: كنا .. كنا بنلعب .. لعبة الكنال.
وسأله إبراهيم أفندي بعقل حائر فعلا: لعبة الكنال دي إيه .. كورة؟
فأجاب الولد: لأ لأ .. لعبة الكنال ..قسمنا قسمنا نفسينا.
وهز إبراهيم أفندي رأسه وعاد يسأل: يا بني إيه بس لعبة الكنال دي؟
فقال الولد بفروغ بال الصغير: مانا مانا بقول لك أهه .. قسمنا قسمنا نفسينا .. إحنا إحنا الجيش المصري وهم أسطول الإنجليز وحطينا حطينا خط كده وقلنا قلنا ده الكنال.
وفي نزق الأطفال، ترك الولد مكانه بجوار أبيه وقد ذهب عنه تحفظه وخوفه تماما، ومضى وسط الصالة يمثل: حطينا خط كده .. يعني يعني الكنال .. والجيش المصري يقف هنا .. وأسطول الإنجليز يجي يجي من هنا .. وإذا عدوا الخط يبقى اتغلبنا وياخدوا الكنال.
وهنا غمز إبراهيم أفندي بعينه لشعبان عله يضحك، ولكن شعبان لم يضحك، كان وجهه لا يزال جادا ولا يزال يريد أن يطمئن إن كان ابنه محقوقا ليضربه أو صاحب حق ليشهد ضرب خصمه، أما الست شفاعات فكانت ساكتة ترقب الولد اللمض في اشمئناط واحتقار، والأولاد كانوا مشغولين بالتفكير في لعبة الكنال، يقلبون الأمر على وجهه ليروا إلى أي الفرق ينضمون إذا لعبوها، وأحس ابن شعبان بالجو فيه هدوء مريب، فسكت، ولكن أباه استحثه وزغده وقال: هيه .. قول.
فأجاب الولد بفرحة وكأنه أخذ إذنا باللعب في الحارة إلى ساعة متأخرة: أنا أنا كنت في الجيش المصري .. على اليمة دي .. فأم سحلول جه يهجم علي.
وقاطعه إبراهيم أفندي بلهجته الممدودة: أم سحلول مين؟
Bilinmeyen sayfa