[و] هاتان نعمتان عظيمتان: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، من وفق لهما فقد وفق لخير عظيم، ومن قام بهما فقد فاز بثواب [جزيل] جسيم، وحصل له رضى الرب الرحيم.
وأقول:
ينال الرضى عبد يقابل نعمة ... بشكر ويلقى الصبر في العسر ناصره
ومن رضي الرحمن عنه فإنه ... سعيد بفضل الله دنيا وآخره
وتحقيق الصبر على المصيبة بأمور:
منها: رجاء ما وعد الله عليها من الثواب والأجور.
ومنها: أن فوق كل مصيبة ما هو أشد منها، فيتفكر المصاب في مصيبته وما فوقها فيسلوا عنها ومنها: النظر في المصيبة في غير الدين أهون وأيسر عند المؤمنين. [و] قال رجل لسهل بن عبد الله [التستري رحمه الله]: دخل اللص بيتي وأخذ متاعي. فقال: أشكر الله تعالى، لو دخل الشيطان قلبك فأفسد إيمانك، ما[ذا] كنت تصنع؟
وروي أن امرأة من العرب مرت بابنين لها، وقد قتلوا. فقالت: الحمد لله رب العالمين. ثم قالت:
وكل بلوى تصيب المرء عافية ... ما لم يصب يوما يلقى الله بالنار.
ومنها: العلم بأن المصائب كفارات مع أنها يسيرة فانية. وهي تدفع عقوبات الآخرة مع أنها خطيرة باقية.
Sayfa 101