قال: وكل ذلك لهول ما جرى، وانتهبوا من البحر على السلطان بعض المراكب، قال: وكان قد أخبر بهذا التجهيز من السلطان إلى اليمن جماعات منهم خواجا وصل إلى صنعاء في شهر شوال، وكذلك شريف رومي قبله[63/ب]، قالوا: ولولا هذا الحادث شغله، لقد خرج حيث السلطان أمره، إلا أنه لما حدث ذلك الحادث خلال التجهيز قدم الأهم، وشغلهم ذلك الأمر الأعظم، وكان هذا التجهيز المذكور في أول عام أربع وثمانين، كما تقدم ذكره، برواية الشيخ ابن معيان. فلما حصل انتقاض صلح الفرنج ونكثهم في نهجهم عرج الوزير نحوهم وتبعه السلطان، فالله أعلم ما يكون بعد ذلك الأمر وما إليه المنتهى.
وأما مالطة فقد صارت بيد السلطان، لم يجر فيها الخلاف بل في غيرها.
قال بعض الوافدين إلى اليمن ممن كان من أهل ذلك الوطن: أن مالطة هذه في ساحل الأندلس بعضها في البحر، وقد كان عمرها وحصنها وقواها طائفة الفرنج من النصارى، وسائر البلاد حولها المتصلة بها. فيها إسلام كثير وجوامع ومساجد. وكان الفرنج تاركين لهم لا يتعرضونهم، إلا أنه لا يد لهم، بل الأمر القاهر للفرنج عليهم، فما زالوا كذلك في ديارهم حتى استفتحها السلطان في تسع وسبعين، وصالحت الفرنج على سائر بلادهم.
قال علي بن بسام في كتابه[64/أ] (الذخيرة في تاريخ الجزيرة) يعني جزيرة الأندلس: آخر الفتوح الإسلامية وأقصى المآثر العربية ، ليس وراءهم وأمامهم إلا البحر المحيط والروم، وأوسط بلاد الأندلس مدينة قرطبة ، والجانب الغربي من جزيرة الأندلس اشبيلية ، وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي، والجانب الشرقي من جزيرة الأندلس هو أعلا الأندلس، انتهى ما ذكره.
Sayfa 378