وأحمد بن الحسن زاد زيادة نحو المائة من العسكر غير من تقدم إلى بلاد عدن، وقد كان أرسل ولده محمد بن أحمد من محله المنصورة بالحجرية زيادة عسكر إلى عدن والمخا، لأجل المحاذرة من أصحاب العماني وما جرى. ولما وقع ذلك الحادث انكمش أصحاب العماني وولوا هاربين إلى خلف باب المندب خائفين، غير أنهم منعوا جميع الداخلين، ونهبوا بعض الواصلين من الوافدين، ثم لما طلعت الثرياء فجرا من المشرق رجعوا بلادهم، لأجل تغلق بحرهم؛ لأن هذا البحر يتغلق قبل البحر الهندي، وينفتح قبله بنحو شهرين، والبحر الهندي يتغلق فيه الآن الخروج، وتصلح الريح للعود، والبز ما زال هذه الأيام سعره في تناهي، ولولا ذلك المركب الذي خرج التواهي لكان هو في غاية الارتفاع والغلا والانتهاء[62/ب]. وكان بعض المراكب الهندية الخارجة حال وصول العمانية لما قاربت المخا عرجوا عنه إلى بندر جدة، وساروا إلى ذلك الموضع والمنتهى.
Sayfa 376