============================================================
عمار البدليسي المتوجين بتاج القربة والمنة . وهم الذين قال الله فيهم: { واضيز نفسك مع الذين يذعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم 3 (القرآن الكريم 28/18): أي أدم النظر إليهم لينزل خلعه. والمقصود: بواسطة نظرك عليهم، لأن نظرك في القلوب يبذر بذر الغيوب. وقال أيضا: ولاحظهم بنظرك، حاصرهم بفكرك، وفتشهم بمعرفتك، فإتهم إن صلحوا 6 لنظر تصرف معرفتك محلا، صلحوا لولايتي خلا، فأنت طبيب الأديان، وعندك مرهم تصرف العرفان، مع نظرك سر جذب اليقظة ودفع الغفلة؛ فأنت أمين أمانتي، ونظرك محك بضاعة أهل إرادتي، فأوصل الأمانات إلى أهل الارادات، بطريق نظرك وهمتك ونطقك. وهؤلاء ندماء الذؤق، وحلفاء الشوق، وأسراء الإرادة، وقرناء المجاهدة، وهراب الفراق، وطلاب التلاق(1)، ومساكين القرب، ومجانين الشرب، فلا تغد عيناك عنهم) 12 (القرآن الكريم 28/18) فإنك محل سري ووحيي، وفي نظرك تأثير (2) سر نظري، فإذا نظرت بي إليهم خلعت بري وسري عليهم، فانظر إليهم بنظرة النبوة وسر العزة، وازرع في قلوبهم بذر سر الولاية والهداية، قأنت 15 المخصوص بتصرفي، وفي صحبتك تصح الولاية لأهل ولايتي، فإنك دليل من قصدني، وفي مجالستك سر من مؤانستي، فعليك (7 ب) مجالسة قوم أنسهم بي ومعي، واسترواحهم بذكري، وحركاتهم لي وفي ولأجلي. فإنك 18 إن منغت منك قربهم، كذرت عليهم شربهم، فإليك حوالتهم وعليك دلالتهم، وعلى يديك صلتهم ومواصلتهم، فلا تطردهم من بابك، ولا تبعدهم من جتابك؛ فإنما نصبتك لأسراري ورسالاتي واسطة بيني وبين 21 عبادي، لأنك أمين أمانة عبادي، وخازن أسرار الربوبية لأوليائي، جعلتك الدليل إلي، وأعطيتك إذن الدلالة مني علي، فمن أطاعك أطاعني، ومن (1) التلاق: كذا، للسجع.
(2) تأثير، في الأصل: ايثر.
ن
Sayfa 20