============================================================
عمار البدليسى فإذا استقام القلب، فإذنه من الرب، فلا حكم(1) عليه للغيب، لأنه صار غيبا، لا حكم عليه للحفظة(2) . فإذا ازدادت الاستقامة له فلا حكم عليه 3 له، أي لا يعلم القلب بما القلب فيه، د إذ> ثبت عليه نظر(2) وحكم الحاكم الفرد، فوقع في الاسترسال. فلا ينفرد له بحاله وصفته، بل شعوره لله. فهو غيوب من عند الله، جعله الله خزانة أسراره ونظره وحكمته 6 ومعرفته وولايته. فلا حكم عليه لغير الله، فإذته من الله والغيب يجب حكمه: فمهما أطلق القلب، أطلق الغيب.
فجعل باستقامة القلب بالله اللسان مستقيما. فتارة يسمع اللسان من 9القلب، وتارة يسمع القلب من اللسان. قال بعض الكبار: وبقيت ثلاثين سنة يسمع لساني من قلبي، ثم بقيت ثلاثين سنة يسمع قلبي من لساني. وفي المثل يقال: لسان العاقل في قلبه، وقلب الأحمق من وراء لسانه.
ومعنى استقامة اللسان هو متابعة القلب. ومعنى استقامة القلب -هو متابعة الرب. وعلى قدر مدد الرب في القلب من الوحي متابعة القلب للرب. فكما شرف الوحي بالموحى منه ح كذلك شرف الموحى 15 إليه بكرامة الله، وبه شرفت الاستقامة. ولهذا قال، عليه السلام: "إن في د ابن ادم لمضيغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب"(4).
18 وكما أن القلوب بصلاحها متفاوتة(5) و= ب ) فسادها متفاوتة، كذلك استقامة القلوب على درك الغيوب متفاوتة. - و ح كذلك الوحي (1) حكم،ا في الأصل: حلم.
(2) للحفظة، في الأصل بدون تنقيط، ولعل الأصح: لليقظة.
(3) نظر، في الأصل: نصبر، وهو تصحيف.
4) قارن بالمعجم المفهرس 23506، تحت: مضغ، وانظر صوم القلب، فصل 10 ص 4/29 -5.
5) بصلاحهاقي متفاوتة، في الأصل: صلاح القلوب متفاوتة.
Sayfa 16