35

فقال له فؤاد: أتعرف كيف أراك يا سعيد؟

فنظر إليه سعيد ضاحكا وقال: هل أصبحت فنانا؟

فصاحت علية: وهل تريد أن يقتصر الفن عليك؟ سأرسم لهذا الساحل صورة تجعلني من الخالدين.

ثم ضحكت قائلة: أليس هذا الخلود هو مطمع أهل الفنون؟

فأجابها سعيد: أهكذا يليق أن تتحدث التلميذة إلى أستاذها؟

ثم التفت إلى فؤاد قائلا: أحب أن أعرف كيف تراني؟

فقال فؤاد: كأني بك أحد كهنة القدماء.

فضحكت علية وقد أعجبها التشبيه وقالت: هكذا صورة الراهب في تاييس.

فقال فؤاد: هكذا كان الكاهن القديم يقف فيقول للناس: إني أرى الإله، فيقول المساكين: هذا هو، وإن لم يروا شيئا.

فقال سعيد: ولكني أرى إلهي حقا، ولا عيب علي إذا كانت العيون لا تراه، فأنا أبصر هذا الوجود ألوانا وأشكالا، وإن كنت تأبى علي إلا أن أراها أشياء وأشخاصا.

Bilinmeyen sayfa