Augustinus: Çok Kısa Bir Giriş
أوغسطينوس: مقدمة قصيرة جدا
Türler
على هذا الأساس، واجه أوغسطينوس الأسئلة التالية: لماذا خلق الرب عندما خلق؟ ولم لم يخلق الخلق في وقت أسبق؟ وماذا كان يفعل قبل أن يتخذ قرار الخلق؟ كانت المسألة جادة. وأسف أوغسطينوس لعبثية الإجابة الطريفة التي مفادها أن الرب قبل الخلق كان منشغلا بإعداد الجحيم للمشككين. حسب أوغسطينوس أن الإجابة الصحيحة هي أنه يستحيل أن يكون هناك زمن قبل الخلق وأن الزمن والخلق وجدا في الوقت نفسه. (فجعل الخلق سابقا بعدد محدد من السنوات لا يغير من المسألة؛ والقول بأنه ربما وقع في فترة لا متناهية سابقة بمنزلة استخدام ألفاظ ملغزة وغامضة.)
هاجم المفكرون الوثنيون المسيحية لافتراضها أن الرب، سواء في الخلق أو في التجسد أو في إجابة دعاء المتوسلين إليه، قد يغير رأيه أو يقدم على فعل جديد. واعتبروا أنه من البديهي أن الدورة الأزلية للعملية الكونية وحدها، التي يستحيل أن تتطفل عليها أي تفصيلة دقيقة، يمكن التوفيق بينها وبين عقلانية الرب. في رأي أوغسطينوس، هذا الوضع يحبس العالم في نظام محدود ونهائي. لم يكن في الكون الوثني مجال للاتناهي، بل لكل ما هو محدود ونسبي فحسب. في الكتاب الثاني عشر من «مدينة الله»، شن أوغسطينوس هجوما شاملا على مذهب الدورة الكونية الأبدية؛ فلم يكن فيها مجال للإبداع والتفرد ولا للامحدودية النعمة الإلهية.
من ناحية أخرى، حذرت الكثير من عظات أوغسطينوس من أن الدعاء ليس وسيلة لإعلام الرب ولا للتزلف إليه لتغيير رأيه، بل هو وسيلة للتوفيق بين إرادتنا وإرادته؛ وذلك لأن إرادة الرب وغايته «سرمديتان». فلا يستطيع الرب وحده، بل ولا الإنسان أيضا، إحداث تغيير دون أن تتغير إرادته، ودون أن يبدو عليه أي تناقض على المدى البعيد فيما يختص بخططه الطويلة الأجل. علاوة على ذلك، كان أوغسطينوس على دراية عميقة بأخطار خيبة الأمل في صلاة التوسل. وفي مثل هذه التجارب، يتعين على المرء أن يتفكر في أننا عادة ما نحب الأشياء الخاطئة، وأنه لو أجيبت صلواتنا حينئذ، لكانت إجابتها تجليا لغضب الرب. وقد تكون إجابات بعض الدعوات الأنانية عقوبات من الرب (شروحات المزامير). كان يعرف تمام المعرفة خطورة التجسيد المبالغ فيه. وعن الوجود الثابت للرب في عالمه، كتب أوغسطينوس بثقة: «يستبقي الخالق النظام المخلوق من نقطة العلة المفصلية الأعمق والأسمى» (الثالوث). من بين الأشياء التي لم يرها الفلاسفة الوثنيون حقيقة أن الزمن والعملية التاريخية لهما نقاط تحول مهمة في الحكمة الخفية للرب (مدينة الله).
أدرك أوغسطينوس أن مشكلة علاقة الرب بعالمه تتحول إلى مسألة إن كان (أ) الخلق ينبع من خيرية الرب وحدها بفعل التدفق التلقائي كنشوء حتمي ومادي تقريبا، أم (ب) الخلق ينتج عن الإرادة القديرة للعلة الأولى المكتفية ذاتيا بالكامل التي لا تحتاج - بأي شكل من الأشكال - النظام المخلوق. يميل النموذج الأسبق إلى استخدام تشبيهات مادية كانتشار الضوء أو نمو النباتات. ويبدو النموذج الأخير أشبه بتمجيد للتعسف المستبد كسمة إلهية. هل نشأ الخلق بتدفق الخيرية الإلهية أم بقرار يتعذر تفسيره للإرادة الإلهية؟ لم يدخر أوغسطينوس جهدا ليتفادى معضلة الطبيعة أو الإرادة. وتحمس لمقترح وجده في أعمال أفلوطين مفاده أن مادة الرب وإرادته لا ينفصمان.
ماذا عن المعجزات إذن؟ اعتبر أوغسطينوس النظام كتجل سام للعناية الإلهية. لكن الخالق القدير بلا شك قد يكون لديه نظام وخطة لا يتضمنان فحسب البيئة الطبيعية، بل الحالة الخاصة لخلقه العقلاني الحر. ويمكن أن تقع أحداث غير عادية كجزء من الغاية الإلهية الممثلة في تقديم الموعظة والتلقين للبشر الخطائين؛ وهذا ما نسميه بالمعجزة. لكن المسيحي الروحاني لا يبحث عن المعجزات المادية؛ فما من معجزة أعظم من التحول الداخلي إلى التوبة والإيمان. طوال أغلب عصر ما بعد الرسل، ينبغي السعي وراء نظير معجزات العهد الجديد وأقمطة كنيسة وليدة (عن شمائل الخطايا وغفرانها
De peccatorum meritis ) في أسرار المعمودية والقربان المقدس (المعمودية
De baptismo ). في الكبر، عدل أوغسطينوس هذا الموقف. كانت العلاجات تتم عند مقامات بعض الشهداء الأفارقة. وقدر التكريس الشعبي الآثار القديمة (التي يبيعها النصابون)، والثرى الذي يؤتى به من الأرض المقدسة، والزيت المقدس من مقام القديس ستيفن عندما وصلت بعض العظام قارة أفريقيا. ومع ذلك، كلما كان المؤمن أكثر نضجا في إيمانه، قل بحثه عن عجائب مشهودة (عن شمائل الخطايا وغفرانها). لم يشجع أوغسطينوس رعيته على السعي وراء أقدار خاصة؛ فقد كانت الأسرار المقدسة كافية.
لم يعتبر أوغسطينوس أن دعاء التوسل أو المعجزة ينطويان على تغير في رأي الرب أو غايته، ولم ير أن طلب ضروريات الحياة من الرب - كالصحة البدنية وخصوبة الزوج أو الزوجة - أسمى أشكال الدعاء؛ لكنها لم تصنف كتوسلات غير جديرة، كالدعاء على قريب بالموت بحيث يرث الداعي عليه إرثه. تظل هذه الأدعية إقرارا بأن كل الخيرات هبة من الرب، وليست من آلهة وثنية دونية (شروحات المزامير). ولكن فيما خلا لحظات التشوف العاصف المفاجئة، كان الدعاء بحاجة إلى الهدوء والعزلة (حول المشكلات العديدة المتعلقة بسيمبليسيان
De diversis
quaestionibus ad Simplicianum ). ولم يتبع أوغسطينوس حجة فرفوريوس بأن دعاء التوسل ينطوي على الاستنباط (الأرسطي) بأن العناية الإلهية تظل أحداثا ومصادفات شرطية ليست قدرا محتوما. استنادا لفرضية أوغسطينوس، قدر الرب العلل والمعلولات، لكن الأدعية التي يسمعها الرب تعتبر ضمن العلل الثانوية التي يستخدمها الرب لينجز إرادته (حول الحكم).
Bilinmeyen sayfa