Atheer Ibn Badis
آثار ابن باديس
Soruşturmacı
عمار طالبي
Yayıncı
دار ومكتبة الشركة الجزائرية
Baskı
الأولى عام ١٣٨٨ هـ
Yayın Yılı
١٩٦٨ ميلادية
Türler
فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (١). وذكر إنشاء الأمم على أثر الهالكين في مثل قوله تعالى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ (٢). وذكر طور شباب الأمة ودخولها معترك الحياة في مثل قوله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (٣) فإن بني إسرائيل ماستخلفوا في الأرض حتى قووا واشتدوا وتكونت فيهم أخلاق الشجاعة والنجدة والحمية والأنفة بعد خروجهم من التيه، وذلك هو الطور الأول، طور الشباب للأمة الإسرائيلية، وذكر الطور الثاني، وهو طور الكهولة واستكمال القوة وحسن الحال ورغد العيش في مثل قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾ (٤). وذكر الطور الثالث طور الضعف والإنحلال في مثل قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ (.) وإهلاكهم يكون بعد إسباغ النعمة وإقامة الحجة عليهم وتمكن الفساد فيهم وتكاثر الظلم منهم، فإهلاكهم هو نهاية الطور الثالث من أطوار الأمم الثلاثة. وإلى خاتمة الطور الثالث وعاقبته جاء البيان في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا
(١) ٣٣/ ٧ الأعراف.
(٢) ٢١/ ١١ الأنبياء.
(٣) ١٢٨/ ٧ الأعراف.
(٤) ١١٢/ ١٦ النحل.
(٥) ٦٠/ ١٨ الكهف.
1 / 295