[حب الوطن والتفاني في سبيله سجية كل نفس كبيرة. وقد أوحت هذه العاطفة بأعظم ما حفظه لنا التاريخ من المآثر وجليل الأعمال، وأبلغ ما جادت به القرائح من روائع الآيات والأقوال.]
ولقد طالما أشاد «المؤلف» في شعره بذكر الوطن وتغنى بوصف آثاره الخالدة بقصائد تضمن لها بلاغتها من الخلود ما لتلك الآثار. ولطالما استخلص من بيانه سحرا أحيا مفاخر الآباء والأجداد، فبعثها من لحود الأجيال الغابرة تتمثل عظمتها وروعتها للأبناء والأحفاد.
لم يقف «المؤلف» من آثار وطنه وقوف العرب على الطلول يبكيها ويرثيها، بل مسحها بدموع قلبه ليحييها ويستوحيها. فجعل من تغنيه بما كان من المفاخر للوطن في الغابر من الزمن حداء منه للخلف لاحتذاء آثار السلف.
ولو جمع جامع ما قال المؤلف في مفاخر الوطن من يوم قال منذ ثلاثين سنة:
وبنينا فلم نخل لبان
وعلونا فلم يجزنا علاء
لاجتمع لديه خير سفر شامل للدروس الوطنية.
وهذه القطعة من الشعر المنثور أنشودة عذبة للوطن جمع فيها كاتبها جميع الأنغام التي يثيرها ضرب الوطنية الصادقة على أوتار القلوب كما سنبينه في ما نعلقه عليها من الحواشي: الوطن موضع الميلاد، ومجمع أوطار الفؤاد، ومضجع الآباء والأجداد،
1
الدنيا الصغرى، وعتبة الدار الأخرى، الموروث الوارث، الزائل عن حارث إلى حارث، مؤسس لبان، وغارس لجان، وحي من فان، دواليك حتى يكسف القمران، وتسكن هذي الأرض من دوران.
Bilinmeyen sayfa