أو حرة كمهاة الرمل قد كبلت ... فوق المعاصم منها والعراقيب
تدعو قعينًا وقد عض الحديد بها ... عض الثقاف على صم الأنابيب
مستشعرين قد الفوا في ديارهم ... دعاء سوع ودعمي وأيوب
- ٥ - وقال يهجو زرعة بن عمرو:
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدي إلى غرائب الأشعار
فحلفت يا زرع بن عمر وأنني ... بما يشق على العدو ضراري
أرأيت يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما شققت غباري
إذا اقتسمنا خطتينا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار
فلتأتينك قصائد وليدفعن ... جيش إليك قوادم الأكوار
رهط بن كوز محقي أدراعهم ... فيهم ورهط ربيعة بن حذار
ولرهط حراب وقد سورة ... في المجد ليس غرابهم بمطار
وبنو قعين لا محالة أنهم ... آتوك غير مقلمي الأظفار
سهكين من صدأ الحديد كأنهم ... تحت السنور جنة البقار
وبنو سواءة زائرك بوفدهم ... جيشًا يقودهم أبو المظفار
وبنو جذيمة حتى صدق سادة ... غلبوا على خبت إلى تعشار
متكنفي جني عكاظ كليهما ... يدعو بها ولدائهم عرعار
قوم إذا كثر الصياح رأيتهم ... وقرا غداة الروع والإنفار
والغاضريون الذين تحملوا ... بلوائهم سيرًا لدار قرار
تمشي بهم أدم كأن رحالها ... علق هريق على متون صوار
شعب العلاقيات بين فروجهم ... والمحصنات عوازب الأطهار
برز الأكف من الخدام خوارج ... من فرج كل وصيلة وإزار
شمس موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار
جمعًا يظل به الفضاء معضلًا ... يدع الإكام كأنهن صحارى
لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم ... طفحت عليك بناتق مذكار
حولي بنو دودان لا يعصونني ... وبنو بغيض كلهم أنصاري
زيد بن زيد حاضر بعراعر ... وعلى كنيب مالك بن حمار
وعلى الرميثة من سكين حاضر ... وعلى الذثيمة من بني سيار
فيهم بنات المسجدي ولا حق ... ورقا مراقلها من المضمار
يتجلب اليعضيد من أشداقها ... صفرًا مناخرها من الجرجار
تشلى توابعها إلى ألاقها ... خبب السباع الوله الأبكار
إن الرميث مانع أرماحنا ... ما كان من سخم بها وصفار
فأصبن أبكارًا وهن بإمة ... أعجلنهن مظنة الإعذار
- ٦ - وقال أيضًا:
كانت سعاد وأمسى حبلها انجذما ... واحتلت الشرع فالأجزاع من اضما
إحدى بلي وما هام الفؤاد بها ... إلا السفاه وإلا ذكرةً حلما
ليست من السود أعقابًا إذا انصرفت ... ولا تبيع بجنبي نخلة البرما
غراء أكمل من يمشي على قدم ... حسنًا وأملح من حاورته الكلما
قالت أراك أخًا رحل وراحلة ... تغشى متالف لن ينظرنك الهرما
حياك ربي فإنا لا يحل لنا ... لهو النساء وإن الدين قد عزما
مشمرين على خوص مزممة ... نرجو الإله ونرجو البر والطعما
هلا سألت بني ذبيان ما حسى ... إذا الدخان تغشى الأشمط البرما
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل ... تزجى مع الليل من صرادها صرما
صهب الظلال أتين التين عن عرض ... بزحين غيمًا قليلًا ماؤه شبما
ينبئك ذو عرضهم عني وعالمهم ... وليس جاهل شيء مثل من علما
إني أتمم أيساري، وأمنحهم ... مثنى الأيادي، وأكسوا الجفنة الأدما
وأقطع الخرق بالخرقاء قد جعلت ... بعد الكلال تشكى الأين والسأما
كادت تساقطني رحلي وميثرتي ... بذي المجاز ولم تحسن به نعما
من قول حرمية قالت وقد ظعنوا ... هل في مخفيكم من يشتري أدما
قلت لها وهي تسعى تحت لبتها ... لا تحطمنك إن البيع قد زرما
باتت ثلاث ليال ثم واحدة ... بذي المجاز تراعى منزلًا زيما
فانشق عنها عمود الصبح حافلة ... عدو النحوص تخاف القانص اللجما
تحيد عن أستن سود أسافله ... مشى الإماء الغوادي محمل الحزما
أو ذي رشوم بحوضي بات منكرسًا ... في ليلة من جمادى أحضلت ديما
بات بحقف من البقار يحفزه ... إذا استكف قليلًا تربه انهدما
1 / 35