نام الناطور فأمست جنينتي مثعلة.
يا عابرات السبيل، يا نساء المورد، إن رأيتن الناطور، فنبهنه! •••
يا بنات الحي، أين الناطور؟ - ما رأيناه يا عم ... - كم من النهار يا ناس، وكيف يتضحى الناطور؟
أسرع يا بني، أيقظ الناطور، فخطبنا لم يسمع به الدهر، ولا تحدثت بمثله الأيام، و«الثعالب» انتهكت حرمة البيوت، ولو كانت السعالى لهان الأمر ... •••
الناطور، هذا الناطور، جاء الناطور يا أبي. - أين عصاك يا ناطور؟ يا ناطور الكروم أين فخك؟ أين قوسك ونشابك؟ أين الطبنجة والبارودة؟ - العصا منشقة، والقوس مكسور، والعيدان بان فيها خور، والطبنجة صدئت، فمنذ سبعين عاما ما جلوناها، ولا نقلناها، طال عهدنا بها فبتنا نخشى «طلقها».
الناطور ابن البرية، وبيته المغارة، وأنتم قوضتم خيمتي، فأقصيتموني عن أم النهار، وبنات الليل، أرجعوني إلى العراء، انصبوا عرزالي على رفارف الجبال، وفي عب الأرز والسنديان، فريح بيوتكم خبيث، وهواء قصوركم مسموم.
قلدوني شكة الناطور أقنص الثعالب، وأصارع الأسد والنمور، وأجندل الذئاب والضباع. - هاه، هاه.
خنث الترف نواطيرنا فتثعلبوا، وهجرنا المنطرة فأكلتنا الثعالب، ونكثت «الديوك» بيادرنا المرشومة، فمتى نجمع أمرنا لنجعل لنا ناطورا جبارا؟ •••
أقمنا ناطورا فكان أعمش لا يرى، وأدعر لا يورى، وما امتد الزمن حتى استحال «نطارا»: ثيابا منشورة على أعواد، منتصبا في العراء كاللعين.
هابته الثعالب يوم نصبناه، ثم أخذت تشارفه على حذر، تشممت أذياله فأنكرت رائحة الحياة فيها، فمزقتها وجررتها على العفر، فصارت جناتنا مثاعل، وامتلأت أزقتنا عواء وهريرا، وبيادرنا نكشتها الدجاج بقيادة «الديك» الذي يردد قول شاعرنا:
Bilinmeyen sayfa