من هذا العجوز الذي يغادر بيته كل صباح ليمارس رياضة المشي ما استطاع إليها سبيلا؟
إنه الشيخ مدرس اللغة العربية الذي أحيل على المعاش منذ أكثر من عشرين عاما.
كلما أدركه التعب جلس على الطوار أو السور الحجري لحديقة أي بيت، مرتكزا على عصاه، مجففا عرقه بطرف جلبابه الفضفاض.
الحي يعرفه والناس يحبونه، ولكن نادرا ما يحييه أحد لضعف ذاكرته وحواسه. أما هو فقد نسي الأهل والجيران والتلاميذ وقواعد النحو.
المطرب
قلبي مع الشاب الجميل. وقف وسط الحارة وراح يغني بصوت عذب:
الحلوة جاية.
وسرعان ما لاحت أشباح النساء وراء خصاص النوافذ، وقدحت أعين الرجال شررا، ومضى الشاب هانئا تتبعه نداءات الحب والموت.
قبيل الفجر
تتربعان فوق كنبة واحدة. تسمران في مودة وصفاء. الأرملة في السبعين، وحماتها في الخامسة والثمانين. نسيتا عهدا طويلا شحن بالغيرة والحقد والكراهية. والراحل استطاع أن يحكم بين الناس بالعدل، ولكنه عجز عن إقامة العدل بين أمه وزوجه، ولا استطلاع أن يتنحى. وذهب الرجل فاشتركت المرأتان لأول مرة في شيء واحد، وهو الحزن العميق عليه.
Bilinmeyen sayfa