من الحسن أن يكون القلب ساذجا والفهم غير ساذج. ***
الاعتراف حاجة في النفس لا تغلب. ***
لا مراء في أن جسم المرأة أقل جمالا من جسم الرجل؛ لأنه يضم نفسا أقل حسنا من نفسه. النساء عابثات مخاصمات، منصرفات إلى السفاسف، عاجزات عن حمل الأفكار السامية، وعن إتيان الأعمال العظيمة، وكثيرا ما يعمي المرض بصائرهن.
ومع ذلك، فقد كان في رومة وأثينة عذارى وأمهات ترأسن عن جدارة الاحتفالات الدينية، ورفعن القرابين إلى المذابح، وفي الآلهة من اصطفوا العذارى لتلقي وحيهم، وكشف حجب المستقبل لأعين الناس، هذه «كاساندر» زينب رأسها بعصائب «أبوللون»، وتنبأت بهلاك أهل طروادة، وهذه «جوترنا» خلدها غرام إله؛ إذ عهد إليها بحراسة الينابيع في رومة. ***
ليقل لومبروزو ومودزلي ما شاءا، فقد يكون امرؤ مجرم دون أن يكون مجنونا أو عليلا. في الإجرام بدأت الإنسانية حيلتها، وكان الإجرام قبل التاريخ قاعدة لا مستثنى، ولا يزال كذلك في عصرنا عند جماعة المتوحشين، يمكن القول: إنه كان والفضيلة واحدا بالأصل، ولما ينفصل عنها في ظهراني زنوج أفريقية الوسطى، كان الملك «متزا» يقتل كل يوم ثلاث نسوة أو أربعا من حريمه، وأمر ذات يوم بقتل إحداهن لأنها أهدته زهرة، ثم اتصل الملك متزا بالإنكليز، فأظهر ذكاء نادرا واستعدادا عجيبا لفهم أفكار المتمدنين.
كيف لا نقر بهذا كله، وهذه الطبيعة نفسها تعلم الإجرام؟! يقتل الحيوانات بعضها بعضا؛ لافتراسها أو بعامل الغيرة المحنقة أو لغير علة، فمن الحيوان إذن مجرمون، إن ضراء النحل مخيف، وكثيرا ما تفترس الأرانب صغارها ، والذئاب يأكل بعضها بعضا خلافا لما في الأمثال، لقد شوهدت أورانغ أوتانغ أنثى تقتل عذولة لها، هذه جرائم، فإذا كانت العجماوات التي ترتكبها غير مسئولة عنها، فالطبيعة أحرى أن تتهم بها؛ إن الطبيعة جعلت الإنسان والحيوان في حالات من البؤس لا تطاق.
ولكن لله! ما أسمى هذا الجهد المنصور الذي يبذله الإنسان ليتحرر من قيود الإجرام العتيقة، وما أعظم صرح الآداب الذي يشيده حجرا حجرا، لقد نظم البشر العدل تدريجا، فأصبح العنف حالة استثنائية بعد أن كان في العصور السالفة قاعدة عامة، أصبح داء من الأدواء، وشيئا لا يمكن التوفيق بينه وبين الحياة كما عملها الإنسان بفضل صبره وشجاعته، لا يتسرب الإجرام إلى مجتمع إلا قرضه قرضا وأكله أكلا، كان المغذي الأول لأهل الكهوف، فأصبح اليوم سجان البؤساء الذين يطلبون العيش فيه.
القتل عادة في الحيوان ولا سيما في الإنسان، كان الرأي في الجماعات الإنسانية الأولى أنه عمل جليل، وما زال في آدابنا وأوضاعنا آثار من ذلك الإجلال الماضي. ***
بأي حق تسأل المرء أن يضحي حياته إذا سلبته الأمل في حياة أخرى؟ ***
وبالجملة فإن النقد لا قيمة له إلا قيمة الناقد، فكلما كان ذاتيا كان أبلغ في تشويق القارئ وإغرائه.
Bilinmeyen sayfa