امقام التجرد ومن شأته أن لا يكون له التفات إلى معلوم وظيفة ، أو خراج رزقه ، أو أجرة بيت ، ولا يعلق خاطره بشىء من ذلك ، ويجب عليه ف الطريق مجاهدة نفسه ، حتى يصير لا التفات له إلى شىء دون الله لتعالى . ومن لا يجاهد نفسه كذلك فلا يجىء منه شىء فى الطريق اذ لا التفات إلى مضاد للرق .
وفى كلام سيدى أحمد الرفاعى رحمه الله : "متلفت لا يصل ، ومتسل الا يفلح ، ومن لم ير فى نفسه النقصان ، فكل أوقاته نقصان، .
وكان أبوالقاسم القشيرى رحمه الله يقول : "ظلمة الركون إلى المعلوم ل تطفيء نور الوقت، .
ووسمعت سيدى على المرصفي رحمه الله يقول : "من جلس بين فقرا الزاوية ، والتفت إلى معلوم دنيوى ، وقف عن السير ، وأفسد ضعفام فقراء الزاوية ، وكان عليه وزر ذلك ، فيجب عليه الخروج من الزاوية فان وقفها أو ما يهدى إليها إنما هو بالإصالة لمن ترك الدنيا ، واشتغل بعبادة الله عز وجل ، فلبحبتة الواقف أو المهدى في الله تعالى وقف أو أهدى ، حتى لا يلتفت إلى الفقير لغير ما هو بصدده ، وكل فقير أكل من ذلك مع عدم اشتغاله بالله ، فقد أكل حراما بشرط الواقف انه لو رآه غير مشتغل بالله لم يوقف عليه شيئا ، بل كان يقول له : اخرج واحترف مع السوقة والله أعلم
Bilinmeyen sayfa