132

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Araştırmacı

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Yayıncı

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Baskı Numarası

الأولى،١٤١٣ هـ

Yayın Yılı

١٩٩١ م

Yayın Yeri

الرياض

والرسل إنما كانت من الانس خاصة؟
قلنا: المراد برسل الجن هم الذين سمعوا القرآن من النبى عليه الصلاة السلام ثم ولوا إلى قومهم منذرين كما قال الله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ... الأية) .
الثاني أنه كقوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)
والمراد من أحدها لأنه إنما يخرج من الملح، الثالث: أنه بعث إليهم رسول منهم قاله الضحاك ومقاتل.
* * *
فإن قيل: كيف كرر ذكر شهادتهم على أنفسهم في قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ... الآية) والمعنى فيهما واحد؟
قلنا: المعنى في المشهود به متعدد، وإن كان في الشهادة واحدا، لأنهم في الأولى شهدوا على أنفسهم بتبليغ الرسل وانذارهم، وفى الثانية شهدوا على أنفسهم بالكفر في الدنيا وهما متغايران.
* * *
فإن قيل: كيف أقروا في هذه الآية بالكفر وشهدوا على أنفسهم به وجحدوه في قولهم: (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ)؟
قلنا: مواقف القيامة ومواطنها مختلفة، ففى بعضها يقرون وفى بعضها يجحلون، أو يكون المراد هنا شهادة أعضائهم عليهم حين بختم على أفواههم كما قال تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ) .

1 / 131