أضر الذهبي في أخريات حياته، وما زال بصره ينقص قليلا قليلا إلى أن تكامل عدمه، وذلك قبل أربع سنين من وفاته أو أكثر بقليل. وتوفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة 748ه في دمشق بالمدرسة المنسوبة لأم صالح في قاعة سكنه رحمه الله.
وقد حضر جنازته جم غفير من العلماء، كان من بينهم تاج الدين السبكي. ورثاه غير واحد من تلامذته منهم الصفدي والتاج السبكي.
ومما قاله الصفدي في رثائه(1):
أشمس الدين غبت وكل شمس * تغيب وغاب عنا نور فضلك
وكم ورخت أنت وفاة شخص * وما ورخت قط حياة مثلك
تفسير السلف لصفات الله تعالى
وموقفهم من علم الكلام :
قول الإمام مالك (93ه - 179ه) في الاستواء:
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء (8/101).
وسأله رجل: كيف الاستواء؟ فأطرق، وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه فقال: ?الرحمن على العرش استوى? كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف؟ وكيف عنه مرفوع. وأنت صاحب بدعة فأخرجوه، فأخرج.(2)
قول أبي عبيد القاسم بن سلام (157ه - 224ه):
ذكر أبو عبيد أحاديث في باب الصفات فقال : هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا : لا نفسر هذا ، ولا سمعنا أحدا يفسره .
Sayfa 13