وباختصار، إن الشيء المعقول هو أن فرجيل لا يشير إطلاقا إلى محنه الشخصية في أنشودة الرعاة الأولى، وأن تيتيروس وصديقه ميليبويوس
Meliboeus
ليسا إلا من ملاك الأراضي الصغار، وأن المنظر عبارة عن مرعى جبلي في مكان ما في النجود القائمة فوق مقاطعة مانتوا بالذات. وقد جمع فيها ميليبويوس قطيعه، وأخذ يدفعه أمامه ليبيعه قبل أن يقوم بحركة الهجرة، بينما كان تيتيروس، الذي ذهب ليرى سيده في روما ويعطيه المال الذي ادخره ليبتاع حريته، من أسعد أصحاب الأطيان الذين يملكون أو يحتلون أرض مينكيو المجاورة لمانتوا نفسها.
وتشير الأنشودة التاسعة إلى فرجيل وبعض المحاولات الفاشلة التي قام بها ليحث ألفينوس فاروس على أن يستبقي أهل مانتوا بقدر الإمكان، ولكن فاروس بدلا من أن يفعل شيئا من هذا القبيل، استحوذ على الأراضي بمختلف قيمها، وربما كان هذا ما قام أوكتافيانوس بإصلاحه وترميمه والأخبار السارة التي وصلت آذان تيتيروس في روما.
لا ريب في أن أناشيد الرعاة هي التي أكسبت فرجيل ذلك الصيت الذائع، وجذبت إليه اهتمام مايكيناس
Maecenas
وزير أوكتافيانوس المشرف على شئون الدعاية، وكان هذا المنصب يتفق وحبه الخاص للأدب، وسرعان ما أضحى فرجيل أحد الكتاب البارزين الملتفين حول هذا النصير الذي شاع اسمه في اللغة اللاتينية واللغات الحديثة كمشجع للأدب والفن.
ولا يعرف بالضبط متى كتبت أناشيد الرعاة، ولكن يمكن تحديد ذلك على وجه التقريب، فإن من يدعى بروبوس يقول لنا مرتين مؤيدا أسكونيوس
Asconius
الرجل الحجة، إن فرجيل كتبها أو قل نشرها عندما كان في الثامنة والعشرين
Bilinmeyen sayfa