الكافر ليس لقوله ولا لعمله أصل ولا فرع ولا يستقر قوله ولا عمله على الأرض ولا يصعد إلى السماء) وقال سعيد عن قتادة في هذه الآية (إن رجلا لقي رجلا من أهل العلم فقال له: ما تقول في الكلمة الخبيثة؟ قال لا اعلم لها في الأرض مستقرا ولا في السماء مصعدا إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها يوم القيامة) (٢٢٠) وقوله اجتثت أي استؤصلت من فوق الأرض، ثم أخبر سبحانه عن فصله وعدله في الفريقين أصحاب الكلم الطيب والكلم الخبيث فأخبر أنه يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت أحوج ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة وأنه يضل الظالمين وهم المشركون عن القول الثابت فأضل هؤلاء بعدله لظلمهم وثبت المؤمنين بفضله لإيمانهم.
وتحت قوله: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) كنز عظيم من وقف عليه لظنته (٢٢١) وهو وأحسن استخراجه واقتناءه (٢٢٢) وأنفق منه فقد غنم ومن حرمه فقد حرم وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله طرفة عين فإن لم يثبته وإلا زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه، عبده
ورسوله ﷺ: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) (٢٢٣)، وقال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) (٢٢٤) وفي الصحيحين من حديث البجلي قال: (وهو يسألهم ويثبتهم) (٢٢٥)، وقال تعالى لرسوله ﷺ (وَكُلًاّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نثبت به فؤادك) (٢٢٦) .
_________
(٢٢٠) الطبري ١٣ / ٢١٢.
(٢٢١) في ع، م من وفق لمظنته.
(٢٢٢) في ع (واقتتنه) .
(٢٢٣) الإسراء: ٧٤.
(٢٢٤) الأنفال: ١٢ انظر الكشاف ٢ / ٤٦٠.
(٢٢٥) رواه الترمزى ٤ / ٦٨٩ - ٦٩٠ ومسند أحمد ٢، ٣٦٨ / ٣٦٩ (وهو يأمرهم ويثبتهم) (٢٢٦) هود: ١٢٠.
(*)
1 / 41