وإحصاؤها وَهُوَ يعلم أَنَّهَا ثمينة نفيسة وَلَكِن لَا يلتذ بهَا وَلَا يتَغَنَّى بهَا لِأَن عينه إِنَّمَا تَأْخُذ الحقاق وَنَفسه تحسن مَا ترى عينه وَعلمه بنفاستها وأثمانها علم لَا يحركه وَلَا يَبْعَثهُ وَلَا يهيجه إِلَى شَيْء فَهُوَ كالناعس قد أَخذه ريح النّوم فَهُوَ فِي نَفسه ثقيل فَإذْ فتش الحقة فأبصر جَوَاهِر تتلألأ وَنظر إِلَى شَيْء مَلأ نَفسه سُرُورًا وَسبي قلبه بهَا فَإِذا نظر فِيهَا فَوجدَ اسْمه مَكْتُوبًا عَلَيْهَا مَنْقُوشًا فَاشْتَدَّ عجبه وتضاعف سروره وبهجته وتاه فِي الْبَهْجَة فسروره بنفاسة تِلْكَ الْجَوْهَرَة يهنيه ويهنيه فِي اسْمه الَّذِي وجده مَنْقُوشًا على تِلْكَ الياقوتة فَقَالَ فِي نَفسه صَار لي إِلَى الْملك محلا بعث إِلَيّ جوهرا مثل هَذِه واسمي منقوش عَلَيْهَا يعرفنِي ذَلِك محلي عِنْده إِنِّي قد أَعدَدْت لَك هَذِه الْجَوَاهِر وباسمك لعَظيم قدرك عِنْدِي وَكَثْرَة بالي بك ورفيع محلك عِنْدِي وحبي لَك فَكيف يكون حَال هَذَا العَبْد من الْفَرح وَالسُّرُور ككتاب الله تَعَالَى كَلَام عَزِيز حُرُوف منسوقة مؤلفة ألفها رب الْعَالمين بِحِكْمَتِهِ الْبَالِغَة وَمعنى قَوْله الْبَالِغَة أَي بلغت تِلْكَ الْحِكْمَة يَوْم الْمَقَادِير وَمِنْهَا خرجت إِلَى الْعباد فَصَارَت حِكْمَة فَقيل حِكْمَة بَالِغَة أَي تبلغ بصاحبها علم الْمَقَادِير فَمن بلغ علم الْمَقَادِير فقد وفر حَظه من الْعلم كَمَا وفر الْحَظ للخضر ﵇ حَتَّى ساح فِي المفاوز وخاض الْبحار وَعبر معابر العبر بحظه من علم
1 / 66