أخطأتما جَمِيعًا لأنَّه غير جائزٍ أَن يُقَال أَن من خير الْقَوْم وأفضلهم، بل خَيرهمْ زيدا فَقَالَ الْمهْدي: يَا كسائيُّ مَا مرَّ بك مثل اليومِ. قَالَ فَكيف الصَّوَاب عنْدك فَقلت إنَّ من خير الْقَوْم وأفضلهم أَو خَيرهمْ بتة زيدٌ على معني تَكْرِير إِن فَقَالَ المهديُّ: قد اختلفتما وأنتما عالمان فَمن يفصل بَيْنكُمَا، قلت فصحاء الْعَرَب المطبوعون. فَبعث إِلَى أبي المطوق فَعمِلت أبياتا إِلَى أَن يجيءَ وَكَانَ الْمهْدي يمِيل إِلَى أَخْوَاله من الْيمن فَقلت:
يَا أَيهَا السائلي لأخبره ... عمَّن بِصَنْعَاء من ذَوي الْحسب
حمير ساداتها تقرُّ لَهَا ... بِالْفَضْلِ طرا جحاجح الْعَرَب
فَإِن من خَيرهمْ وأفضلهم ... أَو خَيرهمْ بتة أَبُو كرب
فَلَمَّا جَاءَ أَبُو المطوق أنشدته الأبيات وَسَأَلته عَنِ الْمَسْأَلَة، فوافقني فلمَّا خرجنَا تهدَّدني شيبَة وَقَالَ تلحنني بِحَضْرَة الْأَمِير فأنشأت أَقُول:
عش بجدٍ وَلَا يضرُّك نوك ... إِنَّمَا عَيْش من ترى بالجدود
عش بجدٍ وَكن هبنقة القي ... سي جهلا أَو شيبَة بْن الْوَلِيد
شيب يَا شيب يَا هني بني القع ... قاع مَا أَنْت بالحليم الرشيد
1 / 61