Parlak İnciler - Birinci Bölüm

Şemseddin eş-Şerafi d. 1055 AH
112

Parlak İnciler - Birinci Bölüm

الجزء الأول

قلت: وذكر في (شرح قصيدة نشوان بن سعيد) أنه لم يكن لسبأ الأكبر إلا ولدان وهما حمير وكهلان، والمراد بساء هنا(1) هو سباء الأكبر، وهو عبد شمس، حيث قال: سباء بن يشجب بن يعرب، كان ملكا عظيما، واسمه عامر، وكان يعبد الشمس، فسمي عبد شمس، وهو الذي قسم الملك بين ولديه حمير وكهلان، ونصب ولده حمير مكانه، بعد أن جمع أهل مملكته، وأجلس ولده حمير عن يمينه وولده كهلان عن يساره، فقال(2): أيها الناس، هل يصلح ليميني أن تقطع شمال، أو يصلح لشمالي أن تقطع يميني؟ فقالوا: لا يصلح ذلك. فقال: أرأيتم إن غفلت عنهما، وأراد بعضهما أن يقطع بعضا ما أنتم صانعون؟ فقالوا: جميعا نمنع اليمين عن الشمال، والشمال عن اليمين. فقال: أعطوني العهود على ذلك فأعطوه العهود على منع بعضهما عن بعض، فقال: أيها الناس، إني لم أرد بيدي إلا ولدي هذين حمير وكهلان ولا آمن أن يختلفا بعدي فاعطوا حمير من بعدي ما يصلح لليمين، وأعطوا كهلان ما يصلح للشمال، وإني جعلت حميرا عن يميني لإنه الأكبر فجعلت له ما يصلح لليمين وجعلت كهلان عن يساري؛ لأنه الأصغر وجعلت له ما يصلح لليسار،فقالوا جميعا: يصلح لليمين السيف والقلم والسوط، وجعلوا للشمال العنان والترس(3) والقوس والدواة، وقالوا: إن صاحب السيف يصلح له الثبات والوقوف في موضعه، وصاحب القلم لا يكون إلا مدبرا فانقا رانقا آمرا ناهيا، وصاحب السوط لا يكون إلا رائضا سائسا، وحكموا أن صاحب الوقوف والثبات والفتق والرتق والتدبير والرياضة والسياسة(4) لا تكون إلا للملك الأعظم الراتب في دار المملكة وهو حمير، وحكموا أن العنان مصرف لهوادى الخيل للذب عن الملك، ونكاية الأعداء وحكم، وا أن الترس يرد البأس عند اللقاء، وأن القوس ينال بها المنادي والمعادي على البعد منها وحكم،وا أن ذلك لا يصلح إلا لحافظ الدولة والذاب عن بيضتها والقائم بحروبها وفتوحها واصلاح ثغورها وهو كهلان، فتقلد حمير الملك وسلم إليه، وسمي أبا أيمن لجلوسه عن يمين أبيه، وتقلد كهلان الأطراف والثغور والحروب ومناؤة العدو فلم يزالا على ذلك وأولادهما وأولاد أولادهما من ولد حمير ملك قائم بالملك، ومن ولد كهلان [ملك](1) قائم بالثغور والأعمال والحروب وقود الجيوش. قلت: وهذا كما ترى والله أعلم بالحقيقة، ولعل المراد بالعشرة الأولاد العشر القبائل الذين هم من أولاد أولاده، وسميت القبائل باسم الأولاد، والله أعلم، ويدل على هذا ما ذكره في (سيرة ابن هشام) في نسب همدان فقال: هو همدان بن أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوشلة بن الجبار(2) بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب، [وقال في نسب طي: هو طي بن أدد بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب](3).

واختلف في العرم، فقيل: هو السد واحده عرمه، وقيل: العرم الجرود، وكان السد فيما يقال قد بناه لقمان الأكبر، وكان صفه حجارة السد بالرصاص قدر فرسخ طولا وفرسخ عرضا، ويقال: إن الذي بناه كان من ملوك حمير، وقد ذكر ذلك الأعشى، بقوله:

وفي ذاك للموتسي إسوة .... ومأرب عفى عليه العرم

رخام بنته لهم حمير .... إذا جاء مواره لم يرم

فأروى الزروع وأعنابها .... على سعة ماؤهم إن قسم

فصاروا أيادي لا يقدرون .... منه على شرب طفل فطم

و(خمر): قرية كبيرة مشهورة في بني صريم قد صار أكثرها خرابا، وأما (تلقم) فذكر السيد صارم الدين ناظم القصيدة -رحمة الله تعالى- أنه قصر ريدة، وهي مدينة بأعلى البون، قال(4): ذكروا أنها ذات البئر المعطلة والقصر المشيد، والله اعلم.

قال السيد رحمه الله تعالى:

وغيرهم من ملوك الأرض كم ملك(5) .... أفنى وأغنى بماضي السيف والبدر فكيف يغت ربالدنيا وبهجتها .... زاكي الحجا ثاقب الآراء والنظر

Sayfa 111