كل ما قاله كان: «ولا حاجة». قالها وهو يعود خارجا باحتراس شديد، ويتفقد الصالة ليطمئن، ويطمئن؛ فأنيسة كانت قد عادت إلى السبت ، وأمسكت بواحد من أولادها بين أنيابها.
آه! تريد بلا ريب أن تحمل أولادها وتهاجر إلى مخبأ آخر، ولكن حيلك يا ست أنيسة.
كانت المقشة في مكان بعيد عن خط النار، فتناولها من جديد، ولجأ إلى الحيلة، فرفعها وأهوى بها، وحين قفزت أنيسة بعيدا عن السبت مد المقشة وظل يجذبه وهي واقفة في مكانها تصرخ، حتى أصبح في متناول يده. وحينئذ تناول القطط الثلاثة واحتواهم بين كفيه.
وكان يتوقع مثلا أن تقفز عليه وتشبعه خربشة وعضا، أو تنهش وجهه وتدمي عينيه، وكان قد جهز نفسه لكل ذلك.
ولكنها ظلت واقفة في مكانها بنفس تحفزها تصرخ وتنكمش على نفسها وتنقبض، وتكاد لا تدري ماذا تفعل.
ووقف الرجل أيضا لا يدري ماذا يفعل.
كان خائفا أن يتحرك فتتحرك وتنقض.
وتحرك ببطء أول الأمر.
ولم تغادر أنيسة مكانها حتى حين وصل إلى الباب وخرج.
ماذا حدث؟
Bilinmeyen sayfa