امشي!
وزأرت أنيسة.
واختلطت ناو ناو وامشي. هو يشخط وهي تزأر وكلاهما ثابت في مكانه لا يريم.
وأعمل الرجل عقله.
وهكذا جاءت المقشة، ومدها على قدر ما استطاع ودفعها في وجه أنيسة. وتراجعت القطة إلى الوراء، وهي تزأر زئيرا متصلا ترتعش له طبلة أذن الأصم.
ولكنها لم تغادر السبت أبدا.
وكان لا بد مما ليس منه بد، ورفع الرجل المقشة وأهوى بها. وقفزت أنيسة جانبا فلم تصبها الضربة، ولكنها انقضت على رأس المقشة، وضبعت فيها بأظافرها. وما كاد يحاول إعادة الكرة حتى كانت أسبق منه، وحتى بادرته قافزة ناحيته صارخة صرخة متوحشة لا تمت أبدا إلى أنيسة، ولا إلى القطط أجمعين.
وبلا وعي قفز هو الآخر متراجعا، قفز بشكل لا يمت إليه ولا إلى الجنس البشري كله؛ إذ في قفزتين اثنتين كان قد عبر الصالة، وفتح باب الحجرة التي ترقد فيها زوجته، واستقر بجوار فراشها يلهث. - خير كفى الله الشر؟
وكان لها كل الحق؛ فقميصه مفتوح، وعرقه يسيل، ونظراته زائغة، والشحوب قد غمر وجهه.
وحاول أن يرد، ولكنه كف عن المحاولة؛ إذ ماذا يقول؟
Bilinmeyen sayfa