27

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Araştırmacı

علي معوض وعادل عبد الموجود

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

من أهل ((المَوْصِل)).

تفقَّه على الغَزّاليّ، وسمع من طِرَادِ الَّزينَبِيِّ، وابن البَطِرِ، وغيرهما، وولى قَضَاءَ رَحْبة مالِك بن طَوْق.

قال فيه ابن السمعانيّ: إمام فاضل دَیِّنٌ.

قال: وسألته عن مَوْلِدِهِ، فقال: في العشرين من المحرّم سنة ست وستين وأربعمائة بـ ((الموصل)).

وقال أبو علي الحَسَنُ بن علي بن عَمّار الواعظ: تُوُفِّي ابن خَمِيس في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسین و خمسمائة.

قال: وله من المُصَنَّفَاتِ ((منهج التوحيد))، ((منهج المريد))، ((تحريم الغِيبَةِ))، ((فَرَحُ الموضح)) على مذهب زيد بن ثابت، وذكر غير ذلك(١).

٥ - محمد بنُ عبدالله بن تُومَرْت، أبو عَبْدِ الله، المُلَقَّبُ بالمَهْدِي، المَصْمُودِيّ، الهَرُغِيّ، المغْربيُّ.

صاحب دَعْوَةِ السُّلْطَانِ عبد المؤمن، مَلِكِ ((المغرب)).

كان رَجُلاً، صالحاً، زاهداً، وَرِعاً، فقيهاً.

أصله من جبل ((السوس))، من أقصى ((المغرب))، وهناك نَشَأَ.

ثم رحل إلى ((المشرق))؛ لطلب العِلْمِ.

فتفقَّه على الغَزَّالِيّ، وإلْكِيا أبي الحَسَنِ الهَرَّاسِيّ.

وكان أمَّاراً بالمعروف، نَهَاءً عن المُنْكَرِ، خَشِنَ العَيْشِ، كثير العِبَادَةِ، شُجَاعاً، بَطَلاَ، قَوِيَّ النفس، صَادِقَ الهِمَّةِ، فَصِيحَ اللَّسَانِ، كثير الصَّبْرِ على الأذَى.

يعرف الفِقْهَ على مذهب الشافعيّ، ويَنْصُرُ الكلامَ على مذهب الأشْعَريّ.

وكان كثيرَ الأسْفَارِ، ولا يَسْتَصْحِبُ إلا عَصاً وَرَكْوَةً.

ولا يَصْبِرُ عن النَّهي عن المُنكَرِ، وَأُوْذِيَ بذلك مَرَّاتٍ.

دخل إلى ((مصر))، وبالغ في الإنْكَارِ، فبالغوا في أذَاهُ، وَطَرْدِهِ.

وكان ربما أوهم أن به جُنُوناً، وذلك عند خَشْيَةِ القَتْلِ.

ثم خرج إلى ((الإسْكَنْدريّة))، فأقام بها مُدّةً، ثم ركب البَحْرَ، ومَضَى إلى بلاده وكان قد رَأَى في مَنَامِهِ، وهو بالمَشْرِقِ، كأنه قد شَرِبَ ماءَ البَحرِ جَمِيعَهُ كَرَّتَيْنِ، فلما ركب السَّفِينَةَ، شرع يُنْكِرُ،

(١) ينظر: طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٩١.

27