192

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Türler

منصور وأحمد والترمذي والنسائي وصححه وابن جرير وابن حبان والإسماعيلي في صحيحه والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال في قوله تعالى [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا]: أي: عدلًا. والأمة الجماعة، والوسط العدل، قاله ابن عباس وأبو سعيد ومجاهد وقتادة، وقال ابن قتيبة: الوسط العدل الخيار (١) قال الإمام ابن العربي: وهذا دليل على أنّه لا يشهد إلا العدول، ولا ينفذ على الغير قول الغير إلا أن يكون عدلًا (٢).
وقال جل شأنه [شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وأولو العلم قَائِمًا بِالْقِسْطِ] آل عمران ١٨.
قال الإمام البغوي: [وَأُولُو الْعِلْمِ]: يعني الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقال ابن كيسان: هم المهاجرون والأنصار. وقوله [قَائِمًا
بِالْقِسْطِ]: أي بالعدل (٣).
ويقول الإمام ابن القيم: وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر، والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته، والثالث: اقترانها بشهادة الملائكة، والرابع: أن في ضمن هذا

(١) السيوطي: الدرر المنثور في التفسير بالمأثور: ٢٠/ ١٧، ابن الجوزي: زاد المعاد: المسير في علم التفسير: ١/ ١٣٤
(٢) ابن العربي: أحكام القرآن: ١/ ٦١، ابن حجر: فتح الباري: ١٣/ ٣٢٩
(٣) البغوي: معالم التنزيل: ٢/ ١٨

1 / 200