البستان في إعراب مشكلات القرآن
البستان في إعراب مشكلات القرآن
Soruşturmacı
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
Yayıncı
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Türler
ذِكْرًا. ﴿إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)﴾ قال ابن عباس: يستمعون القرآن مستهزئين ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ يعني: ساهيةً. مشغولةً بالباطل عن الحق، معرضةً عن ذكر اللَّه، مأخوذٌ من قول العرب: لَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ: إِذا تَرَكْتَهُ (^١).
وهو منصوبٌ على الحال من ﴿يَلْعَبُونَ﴾ (^٢)، وقيل: لأنه نعتٌ تقدَّم الاسمَ، ومن حقَّ النعت أن يَتْبع الاسمَ في جميع الإعراب، فإذا تقدَّم النعتُ الاسمَ فله حالتان: فَصْلٌ ووصل، فحالُهُ في الفصل النصبُ، كقوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ﴾ (^٣)، ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا﴾ (^٤) و﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾، قال الشاعر:
١ - لِمَيّةَ مُوحِشًا طَلَلُ... يَلُوحُ كَأنَّهُ خِلَلُ (^٥)
أراد: طلَلٌ موحِشٌ، وحالُه في الوصل حالُ ما قبلَه من الإعراب، كقوله
(^١) ينظر: تهذيب اللغة ٦/ ٤٢٨، الصحاح ص ٢٤٨٧.
(^٢) يريد: من واو الجماعة في ﴿يَلْعَبُونَ﴾، قاله الكسائي والفراء والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ١٩٨، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٨٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٦٣.
(^٣) القمر ٧.
(^٤) الإنسان ١٤.
(^٥) البيت من الوافر المَجزوء، لكُثَيِّرِ عَزّةَ، ورواية ديوانه: "لِعَزةَ"، ومن رواه: "لِمَيّةَ"، قال: إنه لذي الرمة، وسوف يتكرر البيت مرة أخرى ٥/ ١٣٤ من هذا الكتاب.
اللغة: الخِلَلُ: جمع خِلّةٍ، وهي بطانة يُغَشَّى بها جفن السيف، تُنْقَشُ بالذهب وغيرِهِ.
والشاهد فيه قوله: "موحشًا طللُ" فقد نصب "موحشًا" على الحال من "طللُ"، وكان في الأصل نعتًا له، فلما تقدم عليه صار حالًا منه.
التخريج: ديوان كُثَيِّر ص ٥٠٦، الكتاب ٢/ ١٢٣، معاني القرآن للفراء ١/ ١٦٧، كتاب الشعر ص ٢٢٠، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٥٩، الخصائص ٢/ ٤٩٢، عين المعاني ورقة ٨٣/ أ، أسرار العربية ١٤٧، شرح المفصل ٢/ ٥٠، ٦٢، اللسان: خلل، وحش، مغني اللبيب ص ١١٨، ٥٧١، ٨٦٥، شرح شواهد المغني ٢٤٩، خزانة الأدب ٣/ ٢١١، ٦/ ٤٣.
1 / 179