170

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Soruşturmacı

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Yayıncı

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Türler

وقال ﷺ: "من قرأ سورةَ الأنبياء ﵈ لم يدخُل النارَ، يعمل ما شاء إذا لم يُشْرِكْ باللَّه تعالى" (^١).
بابُ ما جاء فيها من الإعراب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله ﷿: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾ يعني: محاسبةَ اللَّهِ إياهم على أعمالهم، قيل: اللام بمعنى "مِنْ"، يعني: اقترب من الناس حسابُهُمْ، ولا يجوز في الكلام: اقترب حسابُهم للناس؛ لئلّا يُقَدَّمَ مُضْمَرٌ على مُظْهَرٍ لا يجوز أن يُنْوَى فيه التأخيرُ (^٢)، و"اقْتَرَبَ": "افْتَعَلَ" من القُرْبِ، يقال (^٣): قَرُبَ الشيءُ واقْتَرَبَ بمعنًى واحدٍ.
قوله: ﴿وَهُمْ﴾ واو الحال ﴿فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)﴾ عن التفكرِ فيه والتأهبِ له بالإيمان بمحمدٍ ﷺ والقرآنِ، نزلت هذه الآيةُ فيمن أنكر البعثَ.
قوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ الخَفْض: نعتٌ لـ "ذِكْرٍ"، وأجاز الكِسائي (^٤) والفَرّاء (^٥): "مُحْدَثًا" (^٦) يعني: ما يأتيهم مُحدَثًا، وأجاز الفراء (^٧) أيضًا رفع ﴿مُحْدَثٍ﴾ (^٨) على تأويل: ﴿ذِكْرٍ﴾؛ لأنك لو حذفت "مِنْ" رفعتَ

(^١) لم أعثر له على تخريج.
(^٢) من أول قوله: "ولا يجوز في الكلام: اقترب. . . " قاله النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٦٣.
(^٣) قاله ابن الأعرابِيِّ فيما حكاه عنه ثعلب، ينظر: ياقوتة الصراط لأبي عمر الزاهد ص ٣٥٧.
(^٤) ينظر رأي الكسائي في إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٦٣، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٨١.
(^٥) معاني القرآن ٢/ ١٩٧.
(^٦) وقد قرأ بالنصب زيدُ بنُ عليٍّ، ينظر: البحر المحيط ٦/ ٢٧٥.
(^٧) ينظر: معاني القرآن ٢/ ١٩٧، ١٩٨.
(^٨) وقد قرأ بالرفع إبراهيم بن أبِي عبلة، ينظر: الكشاف ٢/ ٥٦٢، البحر المحيط ٦/ ٢٧٥.

1 / 178