Keman Çalan Adamın Hüzünleri
أحزان عازف الكمان
Türler
قاطعه عبد الحق وهو يمد ذراعه ليأخذ منه الحقيبة السوداء المتهالكة وقال في تصميم يدل على ضيقه بالثرثرة: اطلع معنا بسرعة وأكمل كلامك مع سعادة الضابط وسعادة وكيل النيابة. - لا أستطيع يا سعادة البيك، أنا عسكري مرور وعندي شغل، وحضرت ... - توكل على الله وروح شغلك، والمحفظة في الحفظ والصون وستوضع في الحرز مع باقي متعلقاته، المهم أن نسرع الآن.
خرج صوت لا يخلو من السخرية من وسط الزحام: ولا داعي للسرعة يا حضرة الباشحكيم، الرجل تعيش أنت والدكتور شافه من نصف ساعة وقال لنا البقية في حياتكم. - وأين الدكتور؟ تعال يا ... - لا تتعب نفسك، الرجل كان عابر سبيل كشف عليه الله يستره ولما لقي الحال على ما هو عليه راح لحاله.
تقدم عبد الحق وكشف الجرنال عن الوجه المحتقن الغارق في الدم والغياب، وعندما رفع رأسه وعدل قامته وبدأ يقلب بصره مرة أخرى بين الواقفين، تقدم منه رجل وقور تسبقه لحية كثة بيضاء وهو يمد ذراعه اليمنى نحوه: الحقيبة السوداء وجدها الإخوة بجوار المرحوم وسلموها للعسكري أمانة حتى تأخذها الحكومة. - ألم يستدل منها يا حاج على الاسم أو العنوان أو ال... - أستغفر الله يا بني، هذا شغل الميري، فتشوا أنتم فيها بمعرفتكم وربنا يوفقكم.
هتف أحد الواقفين ومد رأسه الصغير المحترق بوهج شمس اليوم القائظ التي كانت تميل للغروب دون أن تخف حرارتها: أنا لمحت الرجل وهو ينزل من على سلالم الدار ...
قاطعه التومرجي متعجلا: تقصد داره؟ - لا لا، دار الكتب (وأشار ناحية الدار العريقة المتلفعة بعباءة القدم والغارقة في روائح الكهوف المعبأة بذكريات التاريخ) ثم رأيته وهو يسقط على الأرض بعد أن ضربته الشاحنة لعنة الله عليها وعلى ... - طيب طيب، تحب أن تأتي معنا. - اعفني الله يسترك، عندك بواب الدار اسأله بنفسك.
وظهر البواب النوبي المستطيل الوجه العجوز الملامح وتطوع بالإدلاء بما يعرفه فقال بلهجته السريعة المحببة: نحن نعرفه يا حضرة الحكيم ولا نعرفه، رجل طيب، الله يرحمه، ولا يفوته السلام أبدا علي وعلى زملائي، ولكنه ليس موظفا في الدار، طبعا أنا أعرف كل الموظفين.
صاح الصبي الذي يضع النظارة على عينيه: نحن نقابله في الدار كل يوم على الله، يظهر أنه ... (وأشار إلى دماغه دون أن يضحك أو يتجرأ أحد على الضحك).
قاطعه الصبي الآخر في غضب: لا تصدقه يا حضرة التومرجي، إنه كذاب.
احتج الصبي الأول فأسكته متسائلا: وما هو الصدق في نظرك؟
اندفع الصبي قائلا: قلت لك إننا نراه كل يوم في الدار، الجميع أيضا يعرفونه؛ يقرأ ويكتب في مكان لا يغيره من القاعة ولا يشغله أحد غيره، يظهر أنه شاعر أو ربما ...
Bilinmeyen sayfa