36

Ahkam al-Siyam

أحكام الصيام

Soruşturmacı

محمد عبد القادر عطا

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yılı

1406 AH

Yayın Yeri

بيروت

وكذلك قال النبي ﷺ:

(( ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس إلحافا)) (٨).

وقال :

((ما تعدون المفلس فيكم؟)) قالوا الذي لا درهم له ولا دينار، فقال: ((ليس ذلك، إنما المفلس الذي يجيء يوم القيامة)) (٩) الحديث.

وقال :

((ما تعدون الرقوب؟ (١٠))) الحديث.

فهذا نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره، باعتبار أن الرقوب والمفلس إنما قيد بهذا الاسم لما عدم المال والولد، والنفوس تجزع من ذلك، فبين النبي ﷺ أن عدم ذلك حيث يضره عدمه هو أحق بهذا الاسم ممن يعدمه حيث قد لا يضره ضرراً له اعتبار.

ومثال هذا أن يقال لمن يتألم ألماً يسيراً: ليس هذا بألم، إنما الألم كذا وكذا، ولمن يرى أنه غني: ليس هذا بغني إنما الغني فلان. وكذلك يقال في العالم والزاهد. كقولهم: إنما العالم من يخشى الله تعالى.

(٨) أخرجه: البخاري في صحيحه، الباب ٥٣ من كتاب الزكاة، وسورة ٢ من كتاب التفسير. والنسائي في سننه، الباب ٧٦ من كتاب الزكاة. والدارمي في مسنده، الباب ٢ من كتاب الزكاة - ومالك في الموطأ، حديث ٧ من كتاب صفة النبي. وأحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٣٨٤، ٤٤٦، ٢ / ٣١٦، ٣٩٥، ٤٤٥، ٤٥٧.

(٩) أخرجه: البخاري في صحيحه، الباب ١٠٢ من كتاب الأدب. ومسلم في صحيحه، حديث ٦٠ من كتاب البر. وأحمد بن حنبل في المسند ٣٠٣/٢، ٣٣٤، ٣٧٢.

(١٠) أخرجه: مسلم في صحيحه، حديث ١٠٦ من كتاب البر. وأحمد بن حنبل ١/ ٣٨٢، ٣٨٣، ٣٦٧/٥.

36