إلى سنة 1928
وكتبنا في البلاغ سنة 1928 جوابا عن سؤال من الأستاذ عبده حسن الزيات عن الفرق بين الشعر العربي القديم والشعر الإنجليزي على عمومه فقلنا بعد شرح طويل: «... ومن هنا كانت وحدة الشعر عندنا البيت وكانت وحدته عندهم القصيدة. فالأبيات العربية طفرة بعد طفرة، والأبيات الإنجليزية موجة تدخل في موجة لا تنفصل من التيار المتسلسل الفياض.»
وقد طبعت هذه المقالة مع ثماني مقالات من قبيلها حتى الآن ثلاث طبعات.
إلى سنة 1930
وفي سنة 1930 ألفنا كتابا عن ابن الرومي خصيصا لشرح الأسباب التي تدعونا إلى الإعجاب به، وأولها أنه أقرب الشعراء الأقدمين إلى المذهب الذي نختاره، وأن عصره أول العصور التي فطنت لتجديد الشعر على هذا الأسلوب.
واستشهدنا في الصفحة السادسة والأربعين بكلام الحاتمي حيث يقول:
مثل القصيدة مثل الإنسان في اتصال بعض أعضائه ببعض، فمتى انفصل واحد عن الآخر وباينه في صحة التركيب غادر الجسم ذا عاهة تتخون محاسنه وتعفي معالمه ...
ثم استقصينا الشواهد من قصائد ابن الرومي وعقبنا عليها في الصفحة ال (316) فقلنا: «إن العلامات البارزة في قصائد ابن الرومي هي طول نفسه، وشدة استقصائه المعنى واسترساله فيه، وبهذا الاسترسال خرج عن سنة النظامين الذين جعلوا البيت وحدة النظم، وجعلوا القصيدة أبياتا متفرقة يضمها سمط واحد قل أن يتوالى فيه النسق تواليا يستعصي على التقديم والتأخير والتبديل والتحوير، فخالف ابن الرومي هذه السنة وجعل القصيدة كلا واحدا لا يتم إلا بتمام المعنى الذي أراده على النحو الذي نحاه. فقصائده موضوعات كاملة تقبل العناوين، وتنحصر فيها الأغراض، ولا تنتهي حتى ينتهي مؤداها، وتفرغ جميع جوانبها وأطرافها، ولو خسر في سبيل ذلك اللفظ والفصاحة.»
إلى سنة 1947
وفي سنة 1947 كتبنا في مجلة الكتاب خلاصة شروط الشعر الحسن فعددنا في أولها أن الشعر قيمة إنسانية وليس بقيمة لسانية، ثم قلنا: «إن القصيدة بنية حية وليست قطعا متناثرة يجمعها إطار واحد. فليس من الشعر الرفيع شعر تغير أوضاع الأبيات فيه ولا تحس منه تغييرا في قصد الشاعر ومعناه.»
Bilinmeyen sayfa