Hekimin Adabı Kitabı
كتاب أدب الطبيب
Türler
ولقد حكى 〈أحد〉 الثقات من أفاضل من بالرقة عن طبيب كان بها، يقال له موسى، أنه أمر يوما لعليل شكا إليه مرضا وجده، فأمر أن يحبس ماءه، ويجيئه به باكرا. فلما كان فى السحر، وإذا بصائح فى باب داره يصيح: يا أبا عمرو! الحقنى، الله، الله فى! أغثنى! فقال لغلامه: بادر! فإن بعض الأهل استقفى! وخرج، وتبع هو غلامه. فإذا بذلك الإنسان إحليله فى يده، وهو يصيح، ويضج،. فقال له موسى الطبيب: يا هذا الرجل! ما شأنك؟ قال: قلت لى: إحبس الماء! ولى من الثلث الأخير حابسه، وهو ذا أموت! فقال له: بادر يا هذا بل! فلما بال، وفرج عنه، واستراح قال له: يا هذا! إنما قلت: تبول فى إناء، وتحبس ماءك فيه، ليس هكذا! فقال: ما علمت! أجيئك غدا به! فلما كان من الغد، جاءه بالماء فى كوز من خزف!
فمن هذه مقادير أفهامهم، هل يجوز للطبيب أن يعول على تحصيلهم فى أمور أدوية المرضى وتدابيرهم؟!
وأعجب مما ذكرته، ما جرى ليهوذا بن أبى الشايا الطبيب مع امرأة جاءته بماء فى قدح. فنظر إليه، فأشار بما رأى فى الوقت. فانحرفت المرأة إلى ورائه قليلا، ثم أخرجت القدح ثانية. فأنكر أمرها، ثم قال: أليس قد رأيت هذا، وأشرت؟ فقالت: ليس هذا ذاك! فأشار بما رأى أيضا. ثم انتظرت قليلا، وعاودته بالقدح. فزاد إنكاره فى الأمور، وأخذ فى تقصى أمرها، فقالت: يا سيدى! لا تنكر أمرى! فإن لى جماعة من جيرانى أعلاء، فلما علموا أنى أريد أن أبكر إلى الطبيب، حملونى قواريرهم، فلم أطق حملها، فجمعتها كلها فى هذه القنينة، ومنها هو ذا أصب فى القدح، وأريك إياه! فلما سمع ذلك، قال لمن حضر عنده: يلومونى، إذا امتنعت عن الوصف لكل من جاءنى، ولعله أن ينسب ذلك منى إلى بخل، أو كسل. أيجوز للطبيب، مع ما هو ذا ترون، أن يصف لكل واحد؟
وحكى فى الوقت أنه امتحن فهم إنسان، جاءه يتشكى فى الوقت وجعا به. فأشار عليه بقرص، يأخذ يومه ذلك نصفه، ولغده نصفه، وبعد غده نصفه. فسمع ذلك الإنسان قوله، ولم ينكر منه شيئا، ومضى. فقال: يا قوم! كيف أشير على من لا يعلم أن القرص لا يجوز 〈أن〉 يكون له ثلاثة أنصاف!؟
ومن النوادر التى جرت لبعض الأطباء ببغداد مع بعض الناس، أنه جاء ذلك الإنسان إلى الطبيب، فشكا إليه أنه يجد مغصا، فسأله الطبيب: أى شئ أكلت؟ فقال: خبزا محترقا. فأخرج الطبيب من حقيبته مكحلة، وميل، وتقدم ليكحله. فقال له: يا هذا! وما الذى ينفع الكحل للمغص؟ قال: قصدى أعالج عينك! قال: عينى صحيحة، لا علة بها! قال له الطبيب: لو كان الأمر كما ذكرت، لكنت حين رأيت الخبز محترقا، لم تأكله!
Sayfa 135