وانما كَانَ يَنْبَغِي للصادق فِي قِرَاءَته الْعَمَل فِي اطفاء الْعِزّ من قلبه من اول امْرَهْ وان يَجعله تَحت قَدَمَيْهِ وَلَو ان رجلا صلى الْغَدَاة ثمَّ اقبل على نَفسه واصلح خصْلَة من خِصَال الْعِزّ لَيْسَ الْعِزّ كُله وَآخر تصدق بِوَزْن نَفسه ذَهَبا على اكباد جائعة من وَجه طيب لَكَانَ الاول اغبط وَكَانَت النِّعْمَة عَلَيْهِ اكبر وَالشُّكْر عَلَيْهِ اكثر عِنْد اهل الْمعرفَة وَالْعلم
فَكيف اذا اصبح وَهُوَ لم تكن لَهُ همة الا الْعِنَايَة بالعز لنَفسِهِ لتجربته لَهُ ومعرفته لَهُ
وَآخر اصبح وَلم تكن همته وَلَا محبته الا الْعِنَايَة بِنَفْي الْعِزّ من قلبه وَلُزُوم التَّوَاضُع وذل النَّفس لتجربته لنُور التَّوَاضُع ومعرفته بفوائده
فهنيئا لمن شغله مثل شغله مَا انفعه من شغل وارضاه عِنْد مليكه واروحه للقلب
فَاعْتبر برجلَيْن امرا بالعبودية واحدهما احب ان يَجْعَل نَفسه عبدا كَمَا امْر واحب الآخر ان يَجْعَل نَفسه ملكا أَي هذَيْن اولى بالجائزة من الْمولى وايهما يستأهل الْعقُوبَة الموجعة
وَسَائِل علاج الْعِزّ
قلت قد وصفت من فَسَاد الْعِزّ وضرره وشره مَا قد وصفت فَصف
1 / 107