فوصفه إلى آخر الآية. قال: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام). ثم قال: (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون)، إخبار عن المنة عليهم. فلما استنار قلب المؤمن بالنور الذي أعطى، نطق لسانه بتوحيده، وعرف قلبه ربه، وصدقه في وعده ووعيده، فأستسلم وألقى يديه، فذهب عن الشك والشرك والغفلة، فتيقظ وأيقن وأخلص، وبدّل بالغفلة اليقظة، وبدّل بالشك اليقين، وبدل بالشرك الإخلاص، وبقيت فيه الشهوة والرغبة والرهبة والغضب، وكلما أزداد العبد في إيمانه نورًا وقوة وشعاعًا، تنقص من الغضب والشهوة، والرغبة والرهبة، فكل مؤمن على قدر إيمانه يكون من هذه السبعة باقية فيه، يغفل عن ربه، وتعتريه الظلمة كالشك
وليس بالشك، ولكنه ريبة القلب واضطرابه وتغيره، كالشرك وليس بشرك، ولكنه شرك الأسباب الموضوعة، فيتعلق بالأسباب، يكون اعتماد القلب على الأسباب، وينسى ربه، لا لأنه يجحده،
1 / 86