140

Adab al-Qadi

أدب القاضي

Soruşturmacı

جهاد بن السيد المرشدي

Yayıncı

دار البشير

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

1444 AH

Yayın Yeri

الشارقة

وَإِنِ ادَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ كَسَرَ إِبْرِيقَ فِضَّةٍ لَهُ فَأَحْضَرَهُ، أَوْ أَنَّهُ صَبَّ فِي طَعَامٍ لَهُ مَاءً فَأَفْسَدَهُ، وَقَالَ لِلْحَاكِم: إنَّ هَذَا مِمَّنْ يَرَى أنَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا لَزِمَهُ النَّقْصَانُ وَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِ قَيِّمَةَ الْإِبْرِيقِ وَلَا مِثْلَ الْكُرِّ(١)، وَإِذَا أَحْلَفْتُهُ مَا لِي عَلَيْهِ قَيِّمَةُ هَذَا الْإِبْرِيقِ وَلَا كُرُّ حِنْطَةٍ مِثْلَ هَذَا الْكُرِّ، فَحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ وَتَأَوَّلَ لَمْ يَحْنَثْ، فَإِنَّ الْقَاضِي يُحَلِّفُهُ لَهُ مَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا عَلَى مَا يَدَّعِي مُفَسَّرًا، فَإِنْ نَكَلَ أَلْزَمَهُ فِي ذَلِكَ مَا يَلْزَمُهُ(٢).

وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا ادَّعَى عَلَى رَجُل [ق/٢٢أ] أَنَّهُ خَرَقَ ثَوْبَهُ فَأَحْضَرَ الثَّوْبَ إِلَى الْقَاضِي مَعَهُ فَأَرَادَ اسْتِخْلافَهُ فَإِنَّ الْقَاضِي لَا يَنْبَغِي لَهُ أنْ يُحَلِّفَهُ مَا خَرَقْتُ ثَوْبَهُ؛ لأنَّهُ قَدْ يَخْرِقُهُ ثُمَّ يُعْطِيهِ نُقْصَانَ ذَلِكَ أَوْ يَبْرَأُهُ مِنْهُ أَوْ يُصَالِحُهُ ولكنَّهُ يَقُوْلُ لَهُ: أُنْظُرْ كَمْ يَفْضُلُ هَذَا الْخَرْقُ فِي الثَّوْبِ، قَوِّمَ الثَّوْبَ صَحِيحًا لَا خَرْقَ فِيهِ وَهُوَ عَلَى حَالَتِهِ، ثُمَّ قَوِّمْهُ وبِهِ هَذَا الْخَرْقُ، فَانْظُرْ كَمْ نَقَصَهُ ذَلِكَ(٣). فَإِذَا عُرِفَ ذَلِكَ اسْتَحْلَفَهُ مَا لَهُ عَلَيْك هَذَا الْكَذَا وَكَذَا الدَّرَاهِم الَّتِي ادَّعَى وَلَا أَقَلَّ مِنْهَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ الَّذِي ادَّعَاهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الثَّوْبُ حاضرًا فَجَاءَ الْمُدَّعِي فَقَالَ: إنَّ هَذَا خَرَقَ ثوبًا لِي فَإِنَّ الْقَاضِي يَقُوْلُ لَهُ: كَمْ نَقَصَ هَذَا الْخَرْقُ ثَوْبَكَ سَمِّهِ حَتَّى أُحَلِّفَهُ لَك عَلَيْهِ.

وكَذَلِكَ إِنِ ادَّعَى عَلَيْهِ أَنَّهُ هَدَمَ حَائِطًا لَهُ وَأَفْسَدَ مَتَاعًا له، وَذَبَحَ شَاةً لَهُ أَوْ بَقَرَةً، أَوْ فَقَأَ عَيْنَ عَبْدٍ لَهُ قَدْ مَاتَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، أَوْ جَنَى عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَالِهِ فَنَقَصَهُ ذَلِكَ فَلَيْسَ ذَلِكَ الشَّيْءُ حَاضِرًا، فَإِنَّ الْقَاضِي يَقُوْلُ لَهُ: كَمْ نُقْصَانُ ذَلِكَ؟

(١) في (ك): الكوة. والمثبت من (خ).

(٢) بهامش (خ) قال: بلغ مقابلة مع موثوق به.

(٣) [ق/ ١٩ أ] من (خ).

136