114

Ebu Nuvas

أبو نواس: الحسن بن هانئ

Türler

الشيطان ومذهب فرويد

ويدعونا الكلام عن الشيطان وعقدة الأدب، أو النسب إلى استطراد في مذهب «فرويد» حول هذا الموضوع، يدور على قصة مصور من أبناء القرن السابع عشر، فقد أباه وحالف الشيطان ودفعته إلى هذه المحالفة الشيطانية تلك العقدة النفسية التي يسميها فرويد بعقدة أوديب، ويقول في شرحها: إنها عقدة تتولد من حب الطفل لأمه وغيرته عليها من أبيه، ويكاد فرويد يزج بهذه العقدة في تعليل التاريخ الإنساني من أوله غير قانع باستخدامها في تعليل المسائل الفردية، والأزمات الوجدانية التي تعتري هذا وذاك من حين إلى حين.

وعقدة أوديب في رأينا لا تؤخذ جملة ولا ترفض جملة. إذ ليست كل غيرة على الأب غيرة جنسية، وبخاصة حين تكون الأم هي كل شيء في حياة الطفل الرضيع، فيغار عليها غيرة على حظوته وغيرة على طعامه وغيرة على سلامته، وغيرة على كل شيء يحسه ويدركه، وقد رأينا كلابا تغار من كل شيء يعنى به صاحبها، ومن كل أحد يدلله أمامها، ولا تختلف هذه الغيرة باختلاف الذكورة والأنوثة، ولا باختلاف الحياة والجماد، وإذا كان الجنس يفسر كل شيء على رأي فرويد، فهو لا يفسر شيئا على الإطلاق، ولا يميز لنا بين دافع ودافع من دوافع الحياة.

ومن ضعف مذهب فرويد في هذه النقطة أنه يفترض حينا أن الطفل الذكر يغار من أبيه على أمه، ويفترض حينا آخر أنه يغار من أمه على أبيه، ويحب أن يستأثر بالأب استئثارا جنسيا كاستئثار الزوجة بالزوج، ثم لا ينجح أقل نجاح في التفرقة البيولوجية «الحيوية»، أو النفسية بين الطفل الذي يغار من أبيه على أمه، والطفل الذي يغار من أمه على أبيه.

وهذا الشطط في تعليلات فرويد وتخريجاته يعيبه عليه تلاميذه قبل العلماء المعارضين له في أساس مذهبه، فيرى «أدلر

Adler » أن عقدة أوديب ليست غريزة أساسية تستقر في الوعي الباطن لكل وليد، وإنما هي ميل عارض يحدثه سوء التصرف من بعض الآباء وبعض الأمهات، ويرى «ينج

Jung » أن الطفل لا يدرك في أمه صفة جنسية، وأن «عقدة أوديب» إنما تستحكم عند مفارقة الفتى لبيت الأسرة الذي عاش فيه بين أبويه، فإن لم تشغله في هذه الآونة وشيجة روحية لجت به علاقته بالبيت، ولم يستطع أن يغفل عن الفارق بين جو الأسرة بحنانه وعطفه، وجو العالم الخارجي بقسوته وعنفه، ودارت نفسه حول شعوره بأمه أو شعوره بأبيه، وقد وضع «ينج» عقدة «إلكترا

Electra » إلى جانب عقدة «أوديب» خلال تفسيره لما يشاهد من ميل البنات إلى الآباء وميل البنين إلى الأمهات.

أما «سليفان

Sullivan »، فلعله أكثرهم توفيقا في تفسيره لحب البنات للآباء وحب البنين للأمهات، وهو يرد ذلك إلى سلوك كل من الأبوين نحو الطفل المخالف لجنسه، فالأب لا يتدخل مع بناته في الخصوصيات والأم لا تتدخل مع أبنائها الذكور فيما يقابل هذه الخصوصيات عندهم، ويؤدي هذا إلى استخفاف البنات لوطأة الآباء وشعورهن بالأمان معهم، كما يؤدي إلى استخفاف البنين لوطأة الأمهات، وشعورهم بالأمان معهن، وإذا شاب هذا الشعور مس خفيف من النظرة الجنسية، فهو عارض لا يتعمق إلى مكمن الغرائز في باطن كل إنسان.

Bilinmeyen sayfa