وسجل صقر أول أزجاله في جرائد المرحوم محمد توفيق صاحب «الحمارة» و«الأرنب»، ثم في جريدة «سر الليل» التي أصدرها المرحوم إمام العبد، وغيرها من تلك الوريقات الطيارة التي كانت تذيع شعر العامة الكبار الخاصة بأسمائهم، ومنهم المرحومان أحمد عاشور وخليل نظير، وشعبان عوني، ولغيرهم بتوقيعات رمزية.
وحمل عزت صقر علم الزجل، وصار زعيم الزجالين بعد وفاة الشيخ النجار، وأدخل على الفن كثيرا من الأوزان والتفاعيل.
وكان لا يلذ له غير جلسة وسط هؤلاء الأدباء المفاليك يباسطهم، وكان نديمه المرحوم خليل نظير الأسود، ومن قوله:
املالي واشرب يا نظير ما أحسنك
من خمر صافي من بنات اليهود
وانهب زمانك قبل ما ينهبك
واترك سياسة الكون لرب الوجود
واتخذ أحد بيوته في العباسية مقرا له، وأنشأ وسط حديقته كوخا دعاه «عشة اليابان» يجتمع فيه وأصدقاؤه الأدباء، والزجالون يتنادمون ويتناشدون القديم والحديث من الشعر والزجل. وبين الكاس والطاس يبتكرون الأزجال ويهتفون بالدعاء لأميرهم عزت إعجابا بما يقرع به آذانهم من روائع الكلم.
وأزجال عزت صقر منثورة في الصحف والمجلات، ويحفظها غير واحد من أدباء العصر. ومن أطلاها وأحلاها زجله الذي عاتب فيه السيدة منيرة المهدية، لخروجها من دائرة الغناء والرقص إلى تمثيل أدوار الرجال.
ومطلع هذا الزجل:
Bilinmeyen sayfa