شيحكم من عدن؟ - الله يعلم مو يخططوا الحكام ونحن راقدين. كله فوق رءوسنا، وهم جالسين في بيوتهم.
بعد أربعة أيام عند الغروب كان زربة في سقف بيته، يأكل فتة دخن مهروس اللبن الرائب. نادى سالم من سطح داره: وا سالم عبد ربه طلب من السعودية تتدخل في اليمن. رد سالم قائلا: مو تشاء السعودية مننا، قده
38
من زمان تتدخل، تعطي مشايخ القبائل وهم يعملوا ما تشتي.
كان زربة كلما سمع خبرا من الراديو ينادي الحطاب؛ ليسمعه آخر الأخبار. في يوم نزوح عبد ربه إلى السعودية ناداه: وا سالم عبده رحل إلى السعودية. - مو تقول شيحكم اليمن من السعودية؟ ههههه ...
7
كان زربة يجلس على سطح بيته يراقب بحزن حقول القرية التي لم تعد تزرع، ومنها قد جرفها السيل والتي كان يمتلكها جده وبيعت لتجار قرية نجاد، وهو الذي كان يتباهى بها وترك العيش في فرنسا من أجلها. حين كان يمر جوار قبره يشعر بالخجل ويدعو له بالرحمة، يشعر أنه كان حرا حقيقيا؛ فقد كان يأكل مما يزرع. - الحوثيون وصولوا عدن وا حطاب. - قد هم داخله من بعد الوحدة، مو غيروا ثيابهم.
في يوم الثامن والعشرين من شهر مارس (2015م) كان زربة في سوق نجاد، سمع من العائدين إلى القرية أن مجموعة من الشباب في مدينة تعز ذهبوا لنصب متاريس في جبل جرة والمسبح والروضة؛ لصد تقدم الحوثيين في المدينة، على الرغم من معارضة المحافظ للمظاهر المسلحة وبدأت الثورة السلمية تنحو منحى مسلحا في المدينة وأخبره أحدهم أن ابنه منير من ضمنهم. غضب زربة كثيرا فهو يعيش هذه الحروب منذ أن كان فتى في أوائل الستينيات إلى أن تجاوز الخمسين من العمر، ولم يشترك في أي حرب منها، يراها صراعا على الثروة لا غير، سافر فورا إلى تعز يبحث عن منير فوجده في شارع الشنيني في دكان صادق للمسحور يحمل بندقية. قال له غاضبا: أيش
39
تعملوا أنتم. تمنعوا من؟ قد هم داخل تعز من زمااااان، السلاح بأيديهم. أنتم بلا عقول. - يا زربة نشتي أن نحيد تعز عن الصراع. - يا ابني، مثلما دخلوا صنعاء، شيدخلوا كل المدن. هيا سافر معي للقرية. - والله، ما دخلوا تعز أبدا. عملنا ثورة على النظام، ويريدونا أن نرجع إلى أيام الإمام. - يا منير، كن مثل أخوك نجيب وعبده، يجروا وراء لقمة عيشهم يشتغلوا حمالين لما يحصلوا
Unknown page