Zuhd Kabir
الزهد الكبير
Investigator
عامر أحمد حيدر
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٩٩٦
Publisher Location
بيروت
٦٤ - وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «اعْلَمُوا أَنَّ صِفَةَ الزَّاهِدِ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْمَفْقُودَ حَتَّى يَفْقِدَ الْمَوْجُودَ»
قَالَ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: «الزَّاهِدُ مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا وَمَا فِيهَا، وَإِنَّمَا يَرَى اللَّهَ وَحْدَهُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا مِنْ يَدِ اللَّهِ ﷿»
٦٥ - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «الزَّاهِدُ مَنْ إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ»
٦٦ - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فِي الْمَعْرِفَةِ مُدَّعِيًا، أَوْ تَكُونَ بِالزُّهْدِ مُحْتَرِفًا، أَوْ تَكُونَ بِالْعِبَادَةِ مُتَعَلِّقًا» قِيلَ لَهُ: فَسِّرْ لَنَا ذَلِكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ إِذَا أَشَرْتَ فِي الْمَعْرِفَةِ إِلَى نَفْسِكَ بِأَشْيَاءَ مُعَرًّى عنْ حَقَائِقِهَا كُنْتَ مُدَّعِيًا، وَإِذَا كُنْتَ فِي زُهْدِكَ مَوْصُوفًا بِحَالَةٍ فِيكَ دُونَ الْأَحْوَالِ كُنْتَ مُنَحَرِفًا - أَوْ قَالَ: مُحْتَرِفًا - وَإِذَا عَلَّقْتَ بِالْعِبَادَةِ قَلْبَكَ وَظَنَنْتَ أَنَّكَ تَنْجُو مِنَ اللَّهِ ﷿ بِالْعِبَادَةِ لَا بِاللَّهِ ﷿ كُنْتَ بِالْعِبَادَةِ مُتَعَلِّقًا لَا بِوَلِيِّهَا وَالْمَنَّانِ بِهَا عَلَيْكَ "
٦٧ - وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «مَا رَجَعَ مَنْ رَجَعَ إِلَّا مِنَ الطَّرِيقِ وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللَّهِ مَا رَجَعُوا، فَازْهَدْ يَا أَخِي فِي الدُّنْيَا تَرَ الْعَجَبَ»
قَالَ: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: «الزَّاهِدُ الَّذِي رَفَضَ الدُّنْيَا لِحُبِّ اللَّهِ ﷿»
٦٨ - قَالَ وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «اعْلَمُوا أَنَّ الْمُحِبَّ لِلَّهِ ﷿ لَا يَعْظُمُ عِنْدَهُ الْإِيثَارُ لِلَّهِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ عِنْدَهُ أَعْظَمَ مِنَ اللَّهِ فَيَنْبَغِي لِلْمُحِبِّ لِلَّهِ أَنْ ⦗٧٨⦘ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ ذَلِكَ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا لِأَنَّهُ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الْقَلْبِ حُبُّ اللَّهِ مَعَ حُبِّ الدُّنْيَا، فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَا يَنَالُهُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا تَكُونُ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى غَيْرِ مَنْ أَحَبَّ»
1 / 77